بيني وبين الزبالة قصة حبّ؛ الناس بيشوفوَا مشكلة، أنا بشوفا مصدر إنتاج

وصلت لخطر الموت، تكسّر كل جسمي، وبقيت بالتخت ٣ أشهر مزروب بالأوضة

النبع بتطلّ عليه بناية طابقين، وكان في ناس عم يتفرجوا عالزلمي من الشبّاك، وما كانوا ينزلوا يشوفوا شو باه.

أملنا مرتبط بجيل جديد واعي، جيل بينبذ الطائفيّة، وبيحبّذ التوافق.

قلتلُّن شفت مشروع تزلّج حلو كتير بأوروبا، وأنا مستعد جيبُه لهون ونعمل واحد بالأرز.

: عيب علينا نحنا إنُّه نكبّ زبالتنا بالجنّة يللّي عايشين فيها.

ولو ما حطّت وجودا كلُّه سوا بهالمدرسة تبع البنات، المدرسة كانت فشلت.

وجبت مكنة الخياطة من بعد ما كان انصاب البيت بالأحداث واحترق قسم منّه.

أنا إبكي وهوي يبكي وإجت مرتُه كمان عبطتني. تلاتين سنة بعاد عن بعضنا!

في سنة عقصتني الحيّة بموسم الدخّان، والموسم كلّه راح ما طلع منّه شي.

منيأس شي؟ أكيد لاء، لأنُّه إلهنا إله الرجاء والأمل، وشبيبتنا هنّي ولادنا وهنّي أملنا الوحيد. 

لبنان أخد نصيبُه من هالحرب، وصار فيه مجاعة قويّة بسبب إقفال المرافئ، وكمان المعابر البرّية.

عرفوا إنّا وصلنا عا بعلبك، ناس أوادم، قاموا جابوا كميون مليان، فضّوا بيتُن وجابولنا ياه.

لما بقول عذاب كلمة عذاب كتير زغيرة قدّام يللّي مرقت فيه، بس كان عندي أمل.

قرّرت انتقل من الصورة اللّي كلّا دم وقتل وعنف، للطبيعة اللبنانيّة.

القصف المدفعي وقصف الطيران كان يوحيلنا إنُّه رح يخرب لبنان وما يعود في لبنان نهائيًّا.

نحنا وزغار، ما كانوا يشرحولنا أهلنا هالإشيا يلّي هلّاء عم نشرحا لولادنا.

كنا نقعد بالملاجئ وننطر تا يخفّ القصف لنروح عالفرن ونجيب ربطة خبز للولاد.

ريتو ما حدا يشرب من هالكاس، ونشالله العالم كلّا تحبّ بعضا.

يا منطفّي الكهربا يا مندهن القزاز أزرق، منشان الطيّارات ما تشوفنا.

بشوف واحد، شحبار أسود وزفت عا وجُّه، وقلّي: شو ما عرفتني؟ أنا بيّك.

كنّا لنجيب ربطة الخبز، إيّام نقطع من منطقة لمنطقة تا نأمّن أكل لعيالنا.

كنّا شباب ومندفعين، وكل واحد حمل سلاح وركض.

بعلمي ما في شي، بس إمشي عالطريق تنزل القذيفة يا قدّامي يا ورايي.  

كنا نضوّي الشمع، وأوقات نخاف نضوّي شمعة مشان ما يقصفونا.

كان بيتنا عا خطوط التماس. ومن ورا الحرب انتقلنا عا منطقة غير لنعيش فيها.

أوّل مرّة بيمرّ عا لبنان حرب أهليّة، ما كانت حرب مع العدوّ “الإسرائيلي”.