توثّق القصّة التلميذة دورا شليطا من مدرسة سيدة الجمهور

بعد ما أعلنوا دولة لبنان الكبير سنة 1920، يعني من ميّة سنة، بلّشت رحلة الألف ميل لدولة جديدة بالشرق الأوسط. دولة زغيرة بمساحتها، بس كبيرة بِشعبا، وتطلّعاتُه، وأحلامُه.

يللّي بدّي قولُه، إنُّه أهمّ شي صار بعد استقلال لبنان عن فرنسا سنة 1943، التعايش، والميثاق الوطني، بس للأسف إجت أحداث سنة 1975، وردّتنا مدري قدّيش لَوَرا. منيح هلّاء صار في شويّة وعي بعد الأحداث، إنُّه شوي وعيت هالشباب الجديدة، ومنيح ما انجرفت مع الآباء والأجداد، بالعكس هنّي هلّاء عم ينزلوا إيد وحدة وعم بيطالبوا بالتغيير. 

صارت معي حادثة معي أنا خلال الأحداث، كنت بالجبل عم بمشي، فعطشت، في هونيك عين بمنطقة معيّنة مطرح ما أنا بروح، عطول بقصدا وبشرب منّا وبعبّي منّا لنكفّي مشوارنا. وللصدف، بلاقي شخص ملقّح عالأرض، فكّرتُه أوّل شي نايم مرتاح آخد قيلولة، بس كان تمُّه عم يزبد، يعني عم ينزل ريق، قرّبت عليه، وبلّش يوعى، حكيتُه ومشينا أنا ويّاه، طِلِع من غير طايفة. قلتلُّه: شو جايبك لهون يا عمّي؟ قلّي: والله يا حبيبي أنا باخد أدوية عندي قلب، وضاقت فيّي الأحوال وما معي مصاري، وجايي عم ببرم عالمستودعات، قالولي هون بالمنطقة في مستوصف كبير. قلتلُّه نشالله مشي الحال؟ قلّي: مش كل شي، أخدنا كم دوا.

المؤسف، إنّه النبع بتطلّ عليه بناية طابقين، وكان في ناس عم يتفرجوا عالزلمي من الشبّاك، وما كانوا ينزلوا يشوفوا شو باه. يعني ما بعرف، الإنسانية كانت مفقودة.

المهم، قام الزلمي ومشي الحال وساعدناه بالنصيب، وقلنالُه ينتبه بطريق الرجعة، ودلّيناه عالمحلات اللي فيها أكل بلكي جاع.

هلّاء بتمنّى ترجع الأمور لنصابا، ويرجعوا للوفاق الاجتماعي، والأحزاب هنّي اللّي بيفرقوا، ونشالله الله يوعّي رؤسا الأحزاب ويشتغلوا لصالح لبنان.