العقل ضد الجهل
الحرب أسبابها كتيرة، ولكن دايمًا بتكون في أسباب مباشرة بتولّع شرارة الحرب. وباعتقادي، إنّه لبنان، وبحكم إنُّه كان محتلّ من كذا دولة، بدءًا من العثمانيّين ووصولًا للإنكليز والفرنسيّين، ما رح يرتاح من الحروب، إلّا لما يقوم فيه جيل جديد قادر إنُّه يترجم ثورُه لفعل حقيقي، ويقدر يعمل من لبنان دولة مدنيّة متطوّرة.
اسمي محيي الدين الجبّة، عمري 72 سنة، أستاذ لغة عربيّة من منطقة بعلبك. ما رح إحكي عن الحرب، إنّما رح إحكي باختصار عن تاريخ لبنان بمناسبة مئويتُه.
قبل إعلان دولة لبنان الكبير، كان لبنان ضمن متصرّفية جبل لبنان اللّي كانت خاضعة للسلطة العثمانية، يحكمها أجنبي من العثمانيين، وبقي لبنان هيك حتى سنة 1920، تاريخ إعلان دولة لبنان الكبير، وضمّ الأقضية الأربعة اللّي كانت تابعة لسوريا. وعبر معاهدتي سان ريمو وسايكس بيكو، تقاسم الإنكليز والفرنسيين بلاد الشام، وكان لبنان من نصيب الفرنسيين.
كلّ الأحداث خلال الميّة سنة الماضية كانت مهمّة. سنة 1952 قامت ثورة عا عهد الرئيس كميل شمعون، انقلبت هذه المطالب إلى فِتن ما أدّى إلى حرب أهليّة استمرّت لسنة 1960. ورجع التوتّر سنة 1975 من بعد ما ارتاح لبنان لمدّة 15 سنة. بالبداية، كانت تظاهرات مطلبيّة، انقلبت بعدين لفِتَن طائفيّة، وولعت حرب أهلية جديدة، وهالشي سبّب دمار شامل وموت آلاف من الأرواح البريئة.
وكمان انعكس هالشي عا كلّ اللبنانييّن اللي عاشوا بحالة رعب وهلع. وبدل التقدّم كان الرجوع لَوَرا. واستمرّت هالحرب لسنة 1990، وبعدنا لليوم مِنعاني من مشكلة وهيّي الهوية اللبنانيّة، على أمل إنُّه هالثورة الجديدة تحيي لبنان، وهالجيل الجديد تكون قوّة العقل مسيطرة عليه مش الجهل، حتّى ما يتكرّر اللّي صار بالماضي، وهالشي بيتطلّب من شباب اليوم إنُّه يكون عندن وعي وثقافة.
لا تعليق