مع بعض
أهمّ شي وقت الشِدّة، تلاقي مين يوقف جنبك، يساندك ويساعدك. وبلبنان، اللّي بهاللإيام منحتفل بمرور ميّة سنة على إعلانُه دولة قايمة بحدّ ذاتها، مرقت أزمات كتير وحروب كتير، أهمّا حرب الـ1975. ولو ما يكونوا اللبنانيّين متكاتفين وبيساعدوا بعض، لكنّا سمعنا مآسي أكتر من يللّي صار.
إسمي زينة سلوم ، بلّشت الحرب سنة 1975، كانت الدني بألف خير وكل شي منيح. فجأة، وقفت هالإشيا ومِنّا العلم، والناس تهجّرت من بيوتا. والأبشع من هيك، إنّه ما تهنّينا بشي من المناسبات متل العيد الكبير وأوّل قربانة.
بخصوص العِلم، كنّا ندرس كلّ السنة، وبالأخير يقولولنا التغت السنة بسبب الحرب. والحالة الإقتصادية كانت كتير صعبة، ناس صارت بلا شغل، ومواد الغذائية نفقدت، وكنّا عايشين بحالة رعب من الموت. يعني نشوف ناس عم تتقتل قدّامنا. متل منطقة فرن الشبّاك وعين الرمّانة، هول المناطق كانوا يسمّوهن ساحة الموت.
هيدا اللّي قطعنا فيه. وبقول هلّاء أنا زمطت، ويمكن غيري ما زمط. قدرنا نكمّل الحمدلله بالأمل، يمكن هيدا شي عجيبة من عند ربنا، بس في ناس أكيد تدايقت كتير مش شوي؛ تركت بيوتا وانفقدلا ناس. يمكن أنا أحسن منّن، بس هيدي حالة الرعب اللّي كنّا عايشينا، كانت كتير كتير بشعة.
العيلة كانت موجودة، أنا وإمّي وبيّي يللّي كتير ضحّوا كرمالي وكرمال أهل البيت. وكان الكبير يساعد الزغير، وهنّي بس يخافوا ما يخوفونا. والحالة الإقتصادية ما خلّونا نحس فيها. كنّا كلنا متكاتفين مع بعض وإيد وحدة، وضلّينا حد بعضنا.
أهمّ شي الشباب ما يتهوّروا، ويكونوا واعيين، وما يلحقوا الزُعما. وقبل ما يعطوا رأيُن الشخصي، لازم يكونوا منطقيّين. ويكون المستقبل أهم شي بالنسبة إلُن. ونحنا بنظرنا هيدا الجيل أوعى من الجيل القديم، عندُه الإعلام، ومفروض ما يتهوّروا الشباب. كلّ الشباب يللّي خسرناهُن، عم نحكي بآلاف الشباب، كلّن راحوا لأنّن لحقوا عواطفُن، وتهوّروا.
لا تعليق