قصة مرام قبيس توثقها الطالبة ميديا هامو من ثانوية لور مغيزل الرسمية للبنات – بيروت

إسمي مرام قبيس، عمري 83 سنة، بحبّ الحياة، وبعرف كيف عيشا للحياة.

لمّا كنّا زغار، كنّا نسأل أهلنا: “من وين جبتونا؟”. يقولوا من الملفوفة، من الباتنجانة اذا كانت البنت سمرا، أو من كيس الفحم إذا كان واحد أسود. 

بيوم من الإيّام، كنت قاعدة أنا وبنت خالي نتساير، قالتلي مرام: “إنتي من وين جابوكي؟”. قلتلّا: “ما بعرف. إنتي من وين جابوكي؟”. قالتلي: “أنا جابوني من الملفوفة”. كان لونا أبيض هيّي. أنا كنت ضلّ عالبحر كان لوني عا طول أسمر. فتت سألت ماما: “إنتي من وين جبتيني؟”.

نحنا وزغار، ما كانوا يشرحولنا أهلنا هالإشيا يلّي هلّاء عم نشرحا لولادنا. قالتلي إمّي: “كان في بيّاعة زعتر بدويّة إسما زينة، كانت تجي تحمل عا ضهرا الزعتر، وتجي تبيعنا زعتر أخضر… جبناكي من زينة”.

قلتلّا: “أنا يعني بنتا لزينة؟”. قالتلي: “إي، من زينة”.

أنا وزغيرة، ضلّت ببالي فكرة إنّي أكيد بنتا لزينة، صرت إذا بدُّن يعطوني شي بالبيت، قلُّن أنا منّي بنتن، وإنُّن عم يشفقوا عليّي وعم يعطوني. وما شارعت الماما إنٌّه ليش أنا بنت زينة.

كانت تجي زينة، وكانت تحبني، إجي أقعد حدّا، وتقطفلي صنوبر أخضر وتعطيني ياه، وأنا بحبُّه كتير. بس كانت تجبلي، قول انا لإنّا إمّي عم تجبلي الصنوبر الأخضر. كانت تمرق زينة وتكون تعبانة، وتقلّا ماما قعدي وارتاحي، خدي فنجان قهوة أو شربي كبّاية ليموناضة وبعدين بتكفّي برمتك.

وبنهار، إجت زينة وجايبه معا بنتا. قالتلا ماما: “ليش بدّك تاخدي بنتك وتبرمي فيّا لحتّى تروحي تبيعي؟ خليّا هون وروحي، وبس تخلصي برمتك بتجي بتاخديّا”. وقالتلي: “مرام، لعبيّا للبنت”.

قمت أنا أخدتا تا لعبّا. إنُّه هيدي إختي وبدّي إهتم فيّا. صرت إعملّا صفّ مدرسة، مع إنها ما بتعرف المدرسة. 

صرت لعبّا متل ما نحنا منلعب بالمدرسة، وهيّي ما بتفهم، ما بحياتا رايحة عالمدرسة.

كان حيط بيتنا جايي على جنينة الجامعة الأميركية، يعني البرندا بين جنينة الجامعة وبين بيتنا. قلتلّا لبنت زينة: “تعي تا ننزل عالجنينة”. ونزلنا عالجنينة، كان فيّا خضرة كتير. انبسَطِت وصارت تنطنط، وصارت وحدة تانية. 

كانت هيك الجنينة متروكة، هونيك لقت حالا، وأنا هون صرت الغريبة. 

ضلّت هالفكرة إنّي مش بنتُن لحتّى وعيت شوي، ساعتا صدّقت إنّي بنتُن، بس هالشغلة كانت عاملتلي عقدة أنا وزغيرة. 

إي، ومرقت. مشان هيك بقول إنُّه الأهل لازم شو ما سأل الولد يحكوه ويعطوه عا قد عقلُه. مش ضروري يفسرولُه كتير، بس كل سؤال لازم يجاوبوه عليه. أنا هيك تصرّفت مع ولادي، أيّ سؤال يسألوني ياه، عا قدّ ما بيفهموا بعطيهُن الجواب.