قصّة محمد هزيمة توثّقها التلميذة فاطمة هزيمة من مدرسة القديس جاورجيوس – الحدث

ميّة سنة مرّت عا تإسيس لبنان الكبير، هالبلد الحلو بطبيعتُه، بأرضُه، بجبالُه وسهلُه وبحرُه. بس للأسف، أبناؤه ما عرفوا كيف يحافظوا عا هالنعمة… لبنان اللّي عمرُه ميّة سنة، شهد حروب كتير ومآسي كتير. رح إحكي عن مرحلة أنا عشتها، مرحلة الحرب الأهلية.

إسمي… عمري… 

سنة 1975، صار في حرب بلبنان، كنّا عايشين بمنطقة برج حمود؛ صار في معارك بين اللبنانيّة، وطلّعونا أهلنا تقريبًا شي عشر أشخاص بسيّارة وحدة، هربنا هريبة لأنُّه كانوا اللبنانيّة عم بيقتلوا بعضن.

طلعنا عا بعلبك، وهونيك ما منعرف حدًا، نحنا من بيروت ما إلنا خصّة بأهل بعلبك. نحنا من بعلبك بالأصل بس ما كنّا عايشين فوق كنّا عايشين ببيروت. لمّا وصلنا عا بعلبك، طلعنا عا منطقة إسما راس العين، هونيك تغدّينا وقعدنا لحتّى لقينا بيت، في أشخاص منعرفن كانوا أصحابنا من منطقة بيروت أخدولنا بيت. ومصاري ما كان في إلّا شويّة مع أهلي.

فتنا عا البيت، ما في شي: لا فرشة ولا ولا… عرفوا ناس كانوا بيعرفونا من منطقة بيروت إنّا وصلنا عا بعلبك، ناس أوادم، قاموا جابوا كميون مليان، فضّوا بيتُن وجابولنا ياه. إنُّه هيدا لأن كان حدا من أهلي يعمل منيح معن ببيروت وكانوا ساكنين حدنا وعنّا وما ياخدوا منّن أجار. قام لقيولنا ياها، جابوا عفش بيتُن، برّادُن، غازُن.

قعدنا ببعلبك من الـ75 تقريبًا للـ84، بسنة 1984 رجعنا فلّينا من لبنان بعد الحروبات والاجتياح الإسرائيلي بالـ82، سافرنا عا أميركا وعشنا هونيك.

عشنا بهالفترة بأميركا، يعني رحت ما بعرف إنكليزي، فوّتوني عالمدرسة كنت بالصف الأول التكميلي، بيقولولُه السادس الصف السادس، وبلّشنا نحاول نتعلّم نحكي إنكليزي معُن. كانت تجربة كتير صعبة، واحد جايي من برّا وبدُّه يتعلّم إنكليزي ودغري بيحطّوه بمدرسة كلّ التلاميذ فيها بيحكوا إنكليزي، وهوّي جايي من حروبات وهونيك ما في إلّا رواق ومسبح ورياضة وهيدا.. ضلّينا فترة لحتّى تأقلمنا تقريبًا شي سنتين أو تلاتة. إنُّه نحنا هلّاء عايشين بأمان مش عايشين إنُّه ممكن تنقطع الكهربا أو ممكن يصير في حرب، أو ممكن ذكريات الحرب ما بتنتسى من ولد زغير. ولا يمكن تنتسى ذكريات الحرب اللّي عشناها، خصوصًا لمّا الواحد يسمع نار وقذايف وقتل، كلُّه هيدا شفناه بعيونّنا. 

أميركا بتعطيك مجال وفرصة للإنسان يرتاح بحياتُه، وبتعطيك أمل إنّك تنسى. بس نحنا هالشي صرنا نتمنّاه ببلدنا، إنُّه ليش مش هيك مدارسنا بلبنان؟ طب ليش هيك؟

متلًا، المدرسة هون يحطّوا فيا مسبح، يحطّوا فيا نادي، لازم التلميذ يلعب فيها، واحد يلعب بايسبول، واحد يلعب كرة سلّة، واحد فوتبول… لازم هالأمور كلّا تكون موجودة. عم بحكي عن التمانينات ما كان شي من هالأمور موجود هون. صرنا نتمنّى إنُّه يا ريت هون بلبنان بيعملوا هيك لهيدا الجيل.

عشنا بأميركا فترة، شي عشرين سنة، بعدين رجعنا عا لبنان، رجعنا لهون تقريبًا من شي 15 سنة، وقلنا إنُّه نفتح شي مصلحة، حاولنا بس ما لقينا استقرار، لأن بالـ2006 رجعت الحرب، ورجّعونا لنفس الشي اللّي نحنا تركناه. قلنا لأ، بدنا نعطي فرصة لبلدنا لأنُّه بلدنا حلو، لبنان كتير حلو وشعبُه حلو وطيّب, حاولت إفتح شغل جديد بس هون في عدم استقرار؛ ساعة الدولار يلعب، ساعة السياسي الفلاني ما بيحبّ السياسي الفلاني. يعني للأسف بلبنان العالم ما بيحبّوا بعضن، بس بيحكوك بلهجة وبمنطق السياسي أو بمنطقة إنُه أنا بنتمي للحزب الفلاني أو الحزب الفلاني.. نحنا تربّينا إنُّه الإنسان إنسان مين ما كان شو ما كان بيحبّ. وشو ما بيعمل هيدا الشي بينُه وبين ربُّه، نحنا ما إلنا خصّة فيه، نحنا لازم نتعامل معُه بإنسانية، بهالإنسانية هوّي إنسان متلي متلُه.

أنا بعطي نصيحة للجيل الجديد، إذا بدُّن يدخلوا عالسياسة، وياخدوا مراكز، يكونوا وطنيّين، يحبّوا بلدُن، يحبّوا شعبُن، يعبّوا مكانتُن. الإنسان إذا بدُّه يعمل نايب أو وزير يشتغل لبلدُه، نقوّي السياحة بلبنان، ولازم العلم يكون ببلاش، لازم الحكمة تكون ببلاش متل أوروبا متل أميركا.. نعيش كلنا بهالبلد الحلو مع بعضنا كلنا، وما نخلّي السياسة تفرّقنا عن بعضنا. كل واحد عا دينُه يصطفل بينُه وبين حالُه، بس بينّا وبين حالنا لازم نكون كلنا لبنانيّين. تا يضل لبنان تاريخ حيّ.