قصة حسام خليل عيسى توثقها شهد عيسى من مدرسة القلبين الأقدسين – بعلبك

اسمي حسام خليل عيسى من بعلبك، الحرب ما بتذكّر إلّا بالأمور البشعة، يللّي أوقات منعملا غصب عنّا، أو ظروف الحرب بتفرض علينا نساويها، بس نحنا من جوّاتنا منكون مقتنعين إنّا غلط.

لمّا بسمع عبارة لبنان الكبير، بتخطر ببالي الحروب اللّي مرّت على هالبلد. وأهمّ قصّة ويلّي أكتر شي بتوجّع، هيّي الحرب الأهليّة. لأنُّه بهيديك الإيّام، كنّا عايشين ببلد واحد، وكنّا أهل وأخوة، واضطرّينا بهالحرب هيدي، إنُّه تنفرز المناطق، واضطرّينا كل واحد يرجع عا بلدُه، ويقعد بحيُّه مشان يحافظ على حالُه، واجتمعنا نحنا كذا شبّ، إنُّه نفرز لحتّى ما نخلّي حدا من الغربا إنُّه يجي على حيّنا، وبهالعمليّة هيدي كنّا نأمّن لبعضنا الأكل والشرب لكلّ العائلات اللّي عايشة بمنطقتنا.

كانت فترة صعبة كتير، كانت حرب بتوجّع، وقتا أوّل مرّة بيمرّ عا لبنان حرب أهليّة، ما كانت حرب مع العدوّ الإسرائيلي، وما كان هدفا احتلال الأراضي. كانت حرب كريهة كتير لأنّا بين أبناء الوطن الواحد، وكانت لأسباب طائفيّة للأسف. 

حتّى ما يتسلّل الغربا عا حينا، اجتمعنا واتّفقنا نحرس المنطقة، ونسهر على سلامة أهلنا، فتقسّمنا لعدّة أقسام: الأوّل بيحرس الصبح، والتاني الضهر، ونحنا المسا. والقسم الأخير كان يأمّن مواد غذائيّة ومساعدات لأهالي الحيّ. وبهالطريقة كمّلنا، لحتّى أخدت الدولة اللبنانيّة التدابير والإجراءات اللّازمة. وانتهت هالحرب بخسائر ماديّة و معنويّة واقتصاديّة كبيرة… كانت الصوَر في هالفترة تتصدّر الجرايد الرسميّة، وانشالله هالجيل، جيل المستقبل ما يشوف إلّا الخير بإذن الله. 

ويرجع لبنان متل ما قال وديع الصافي: “لبنان يا قطعة سما!”.