قصّة أمين عطا الله توثّقها التلميذة روان عطا الله من ثانوية عين دارة الرسميّة

إيّام زمان، بالحرب، كانت إيّام صعبة كتير. فوّتونا بحرب أهليّة ما كان إلنا إيد فيها. ضحكوا علينا، عيّشونا بالطائفيّة، صرنا نقاتل مش عارفين ليش. بالآخر بيّن في إشيا مش صح، دُوَل عم تتحرّك وعم تشغل لبنان عا حساب العالم الموجودة فيه. مشوا معُن السياسية كمان. 

إسمي أمين عطا الله، وعمري 66 سنة. وخبريتي عن إشيا صارت معي إيّام الحرب. 

كنّا لنجيب ربطة الخبز، إيّام نقطع من منطقة لمنطقة تا نأمّن أكل لعيالنا. الطرقات كلّا كانت مقطوعة، ما فيه الواحد يروح عا محلّات كتيرة. كل طرف أخد منطقة إلُه. عيّشونا حياة صعبة كتير. كهربا ما كان في، مي ما كان في، التنقّلات صعبة، بس يللّي كان يهوّن علينا إنُّه لمّا نرجع، العالم تقعد مع بعضا، تسهر مع بعضا، تاكل مع بعضا، تعيش مع بعضا. كان في جوّ إلفة ومحبّة. حتّى لو كان في حرب. ما كان عنّا التطوّر الموجود اليوم متل التلفونات والإنترنت. هيدي الإشيا كنّا مستغنين عنّا. كانت الشمعة تضوّي بيت. 

تعرّضنا كتير لحوادث، لتوقيف عالحواجز، بهدلة، تعتير. مصاري ما كان في كتير بس كنّا نقول الحمد لله. كان الواحد مقتنع بالعايش فيه. الإشيا الإيجابية بعد هيدي الأحداث، إنّا عرفنا إنُّه مش لازم الواحد يكون طائفي، لا مع إبن ضيعتُه ولا مع إبن بلدُه، لازم نعيش كلنا مع بعض لأن كلّ الحرب اللّي صارت كانوا عم يضحكوا علينا فيها.

بفترة الأحداث، كانوا ياخدونا ويجيبونا. من الناس اللّي طلّعونا عا صنّين. كان في هونيك شي إسمُه الغرفة الفرنسيّة. نحنا وطالعين وصلنا عا أوّل الطريق، كان بالماضي يجي كتير تلج وشتي، تضلّ لحزيران ليبلّش الصحو وتبلّش تدفا الدني. وصلنا لفوق، كان في تلج وغطيطة كتير. مشيت أنا وشبّ كان معي، ونحنا عم نبرم لنطلع عا ضهر الجبل لفوق، عا قوّة الغطيطة، ضيّعنا الطريق. بقينا سبع إيّام نبرم حول هالجبل، وما منعرف شو عم يصير. تيابنا نتلوا مي، ومعنا كم علبة تون وسردين ودخّاناتنا. كل يوم ناكل أنا ويّاه شغلة بس تا نقدر نمشي. وبس نعطش ندوّب تلج بتمنا. السبع إيّام كانوا صعبين كتير، تعذّبنا فيهن كتير بس الحمد لله. اعتبرونا وقتا متنا، بس لمّا رجعنا، تخطّيناها هالشي لمّا لقينا أحبابنا ورفاقنا وأهلنا ناطرينّا، وعملونلنا عرس برجعتنا.

لبنان طول عمرُه حلو. كنّا نروح نسهر، نبرم لبنان كلُّه ما حدا يقلنا وينكُن. كانت العالم عايشة بالبركة. وتا يرجع لبنان حلو، لازم كل اللّي عم يسرقوا يشيلوهُن، مش لازم يصير في سمسرة عا ضهر العالم، مش لازم كل واحد بدُّه نفسُه، لازم نشتغل كلنا لمصلحة بلدنا. لازم نحافظ عا جيشنا اللّي بعدٌه الوحيد المتين. وأهمّ شي إنٌّه لبنان التاريخ الحيّ.

بنصح الجيل الجديد يتعلّم من أغلاطنا القديمة اللّي وصّلت البلد لمراحل كتير صعبة. ينتبهوا لحالُن، يتعلّموا، ما يكون عندُن تشبّص برأيُن، ياخدوا برأي الأكبر منُّن، يتفهّموا الظروف والأوضاع العايشين فيها، وأهمّ شغلة يحبّوا بعضُن، يعملولنا هالبلد ديمقراطي، ما في طائفيّة لأن كل واحد دينُه إلُه، بس التعامل بالبلد لازم نكون كلنا إخوة وأهل وأحبّا. ونحافظ عا كبارنا وزغارنا ونهتم فيهُن.