قصّة عليا نصر الله توثّق القصّة التلميذة نورما نصرالله مدرسة القديس جاورجيوس – الحدث

عليا نصرالله، مواليد سنة 1958، ساكنة بسنّ الفيل، بس نفوسي من الجنوب، بمنطقة قانا الجليل. 

اللّي صار عنّا بقانا، بتذكّر كنّا نايمين، وفجأة سمعنا طيران وقصف. ولما فقنا الصبح لقينا القصف بعدُه ماشي. قعدنا يومين تلاتة بالبيت، والقصف يقوى. كنا نضوّي الشمع، وأوقات نخاف نضوّي شمعة مشان ما يقصفونا. ولمّا قوي القصف أكتر، وهدّدوا يضربوا خزّان المي حدنا، فهربنا لعند شخص استقبل شي 50 إنسان ببيتُه. وكان هيدا الإنسان كتير منيح وكريم وحضنّا. وصار يشتد القصف، وكنا نايمين بأوضة كبيرة، النسوان لحال والرجال لحال، بكل أوضة ينام 25 أو 30 شخص. والولاد يخافوا، ونحنا نخاف. بعدين إجا شخص أخدنا عا بيروت عا سنّ الفيل عا بيتي. لما قعدت، بلشت العالم يحكوني عالتليفون بدّن يهربوا، فاستقبلت ناس كتير عندي بالبيت، شي 50 أو 60 شخص.

قبل ما أهرب عا بيروت، كان عند البراد والفريزر مليانين أكل وغراض، وزّعتن عالناس اللّي ما قادرين يهربوا، وتركتلّن البيت مفتوح وقلتلّن ياخدوا اللّي بدُّن ياه. لأنُّه العالم ما كانوا قادرين يشتروا شي متل الخبز متلًا.

بعدين، صار يجينا مساعدات. كانوا يوزعوا أكل وإدوية الله يحميهُن عنجد. وقعدنا نصلّي وندعي الله يوقّف هيدي الأزمة. يعني كانت إيّام كتير صعبة، بس تجاوزناها الحمدالله. بقينا ببيروت 33 يوم، ولمّا طلعنا عا قانا، شفنا البيوت كلّا حدنا مهدّمة.

لبنان كتير مميّز وقِدِر يتجاوز كلّ الحروب حتّى الاقتصاديّة. لبنان جنّة، الجنوب جنّة، البقاع جنّة، والشمال جنّة. يعني صح أنا خلقانة بأفريقيا وعشت هونيك، بس متل لبنان ما لح لاقي الصراحة. ولبنان رح يبقى التاريخ الحيّ.