الاتحاد بيعمل وطن
أنا ساكن ببعلبك، وعمري حوالي ستّين سنة. بلّشت الحرب الأهليّة سنة 1975، كان في بوسطة مارقة بعين الرمانة وقوّصوا عليا وبلّشت الحرب بعد منّا. وانقسم البلد، شي حركة وطنيّة شي أحزاب يمينيّة.
كان في شغل، كانت العالم تشتغل، وقت القصف يتخبّى الناس، ووقت الرواء يشتغلوا عادي. وكان في ناس تقبض من الأحزاب، وناس تفتح مصالح. أنا كنت إشتغل بالزراعة.
ما فينا نقول السبب فلان أو فلان، لإن لبنان هيك، ما حدا بيقول أنا الغلطان أو أنا السبب، كل حدا بيعتبر حالُه عم بيدافع عن حالُه أو عن قضيتُه.
انقسم البلد قسمين؛ فينا نقول الحركة الوطنية كانت تضم بوقتا الحزب الشيوعي، منظمة العمل الشيوعي، منظمة التحرير الفلسطينية، التقدمي الاشتراكي وبعدين ظهرت حركة المحرومين اللّي صار إسما حركة أمل، وبعدين ظهرت أحزاب كتيرة متل المرابطون، التنظيم الشعبي الناصري. يعني كان في تنوّع أحزاب، وانقسم الجيش قسمين: عند المسيحيّة منطقة يقولولا الشرقية، وعند الإسلام الغربيّة. صار في معارك كتيرة، راح شي 150 ألف قتيل بلبنان بالحرب خلال 15 سنة.
وصار في أحداث كتيرة خلال هالحرب، حتى صار في أحزاب تقتّل بعضا من هالجهة أو من هيديك الجهة؛ متلًا القوات والجيش بالمنطقة الشرقية عملوا حرب سمّوَها حرب الإلغاء، بالمنطقة الغربيةّ صار في حرب بين حركة أمل وحزب الله، كمان صار في حرب بين المرابطون وحركة أمل، ومعارك بين حركة أمل والاشتراكي، يتقاتلوا بين بعضن مين بدُّه يسيطر عا التاني، هيدا يفرض خوّات، هيدا يقتل، هيدا يشلّح، هيدا ينهب… وهيك لسنة التسعين.
كان يصير في أزمات مازوت، أزمات بنزين، أزمات غاز، ويصير في احتكار وغلا بالأسعار، بس كان في مصاري مع العالم يشتري ما تفرق معُن.
كانوا الإسلام يدبحوا المسيحيّة، والمسيحيّة يدبحوا الإسلام انتقامًا والعكس. عِلمًا إنُّه منطقتنا هون كانت منطقة عيش مشترك، ما شهدت هيدا الشي. بس عا الطرقات يصير في دبح وقتل. إي، في ناس ما يعرف مين يموّتا وناس مين قتلا. ببعلبك صار في معارك بس مش متل باقي المناطق. كانت المعركة تبقى يوم يومين وتنتهي مش أكتر. صار في معارك بدايةً بين حركة أمل وحزب البعث العراقي، وكمان صار ببعلبك معركة بين حركة أمل وحزب الله. بس بعلبك كانت تنقصف من إسرائيل تقريبًا بشكل مستمر خلال هيديك الفترة، صار في مجازر عملتا إسرائيل ببعلبك؛ سيارة درك قصفوها راح أكتر من 80 شهيد، بعتقد هيدي صارت سنة 1984 حسب ما بذكر.
لبنان اقتصاديًّا كان أحلى، بس أمنيًّا هلّأ أأمن، هلّأ ما في حرب بس في جوع، في عالم بدّا تجوع إيه…
نصيحتي للجيل الجديد إنُّن يحبّوا بعض ويعيشوا مع بعض. التفرقة ما بتعمل وطن، الاتحاد بيعمل وطن. لازم يكون ولاءنا للوطن مش للزعما أو الرؤسا أو الطوايف أو رجال الدين، هيدي بتفرّق ما بتجمّع.
لا تعليق