قصّة ميليا العياش توثّقها التلميذة ريم الخانجي من ثانوية حسين مسعود الرسمية المختلطة – بشامون

لبنان إجتُه صدمات كتيرة، ومنها الحرب اللبنانية سنة 1975، هلكتنا وكلّ الناس بتعرف. حرب بلّشت ببوسطة عين الرمّانة وصارت حرب كبيرة وتأذّى ناس كتير، وامتدّت لحرب بين اللبنانيّين. 

سنة 1982 غيّرت حياتي وحياة اللبنانيّين كلّن. غيّرت حياتي، أنا ميليا العيّاش، من منطقة عاليه بالجبل، مواليد سنة 1946. 

وقتها بلّشت الطائفيّة، صاروا يستعملوا الطائفيّة لغايات خاصّة ما إلها علاقة بالدين. هالشي أثّر فيني وبغيري. كان عنّا طموح وأمل بدنا نعمل كذا وكذا، لأن الحياة كانت كتير سهلة. هالحرب وقّفتنا، ما فقدنا الأمل، بس معاش نقدر نعمل هيك متل هلّاء. كنّا ننتقل من منطقة لمنطقة، نهرب من هالمنطقة عا منطقة تانية. راح من عمرنا سنين وتأذّينا كتير، بس ما فقدنا الأمل، رجعنا وقفنا عإجرينا… الللبنانيّي هيك… هنّي هيك. 

أنا صار معي كتير إشيا، ومن ضمنها إنُّه كان راح بيتنا، راحت الأرض اللّي عايشين فيها، وما قبلت أنا إطلع منها، ونجحت بهالشغلة الحمد لله، وبقيت بأرضي وبيتي، بوقت كان في تهجير واحتلال بيوت ومصادرتها. وولادي كانوا زغار كتير وقتا، وكمان قطعوا بهالمرحلة وما حسّوا فيها.

اللبناني شو ما يصير معُه مشاكل وحروب، بيطلع منها، وبيرجع لحياتُه، وما بيفقد الأمل.

بقول للجيل الجديد، إنُّه ما يتراجع عن مشاريعُه، وعن يللّي حاطُّه بِراسُه يعملُه. بقلُّه يدعس ويمشي ويعمل الشي اللّي عم يفكّر فيه، ويقول أنا بدّي حقّق هالشي، أنا بدّي إعمل كذا وكذا، وما يتراجع أو يفقد الأمل. والشعب اللبناني طيّب، شعب بيحبّ يعيش وبيحبّ الأمل، وما في شي بيرجعُه لَوَرا.