قصّة سميرة حدّاد يوثّقها التلميذ جو يونان من  ثانوية سيّدة المعونة الدائمة – جسر الباشا

اسمي سميرة حدّاد، وأنا من جيل انكوى بنار الحرب الأهليّة، هالحرب الوسخة كتير. نحنا كتير تعذّبنا، أنا كان عندي ستّ ولاد، وما كان في دولة بوقتها. كنا نقعد بالملاجئ وننطر تا يخفّ القصف لنروح عالفرن ونجيب ربطة خبز للولاد، أو تا نجيب ميّ.

كنت ضل صلّي، لما جوزي وقّف شغلُه، بعت تا نقدر نعيش صيغة ودهب كانوا عندي، لأن عيلتنا طويلة عريضة، وما بدنا نحسّسُن بالقلّة. وكمان، سكّرت المدارس، وما تعلّموا الولاد وقت الحرب.

من عيلتي، ما حدا مات بالحرب الحمدلله، بس بنت حمايي توفّت بالحرب. نحنا ما خسرنا ناس، بس مادّيًّا تأثّرنا، بذكر مرّة إجت قذيفة عا سيّارة جوزي وروّحتها، خسرنا سيّارتين بالحرب. 

أخيرًا، خلصت الحرب، وجوزي لاقى شغل قد ما صلّيت، لأني كنت مرا كتير مؤمنة. وكنّا عارفين إنُّه بيوم من الإيّام بدها تخلص الحرب.

نصيحتي لهالجيل الجديد إنُّه يتعلّموا ويدرسوا، لأن البلد صار بين إديهن، ونحنا خلص دورنا وصار دورهُن. نصيحتي ما يسافروا، ولا يدخلوا بحزوبات، يبعدوا عن الأحزاب. يتّكلوا عا حالُن، لأن لبعدَيْن في شغل وغاز وفي بترول. الجيل الجديد هوّي اللي لازم يعمّر البلد، لازم يكون جيل قوي، ومندفع، وأهم شي الدرس والشهادات. لأن جيلنا كان في كتير مشاكل، وجيلنا بيحمل مش متل الجيل الجديد، وبيبقى الوطن أهمّ شي.