حياة تحت القصف
بمناسبة مرور ميّة سنة على تأسيس لبنان الكبير، لا يمكن للبناني إلّا ويتذكّر الحرب الأهليّة، لسبب بسيط، إنُّه هالحرب طبعت بذاكرة كل من عايشا، مآسي وويلات لا يمكن إنُّه يمحيها الزمن. وبحكايتي ــ أنا أحمد مشموشي ــ رح خبّر عن كذا شي صار معي، عسى إنّه هالجيل الجديد يتعلّم، وياخد عبرة.
الحرب الأهلية اللبنانيّة اللي اندلعت سنة 1975، كان إلها تأثير سلبي على جيل بكاملُه، وخاصّةً عالمستوى العلمي والمستوى المعيشي. الحرب أدّت لتشرّد كتار، أو عدم متابعتهم الدراسة لأسباب أمنيّة. على سبيل المثال، اضطرّيت إنّي عيد كذا سنة دراسيّة لأكتر من مرّة بسبب الأحداث الأمنية اللّي كانت تمنعني أوصل عالمدرسة اللّي بتوقع عا خطوط التماس (المحاور شرقيّة وغربيّة). حتّى إنُّه بيوم من الإيام، ومن دون سابق إنذار، بلّشت قذايف الهاون تنزل متل الشتي هون وهونيك. وكنت راجع أنا وإختي من المدرسة، وتخبّينا بمدخل بناية، وعانينا كتير قبل ما نوصل عا بيتنا.
هالشي خلّاني إنقل من التعليم الأكاديمي للتعليم المهني، وكمان كان سبب فرق العمر بيني وبين طلاب المتوسّط (18 سنة). وقدرت إحصل عا شهادة البكالوريا الفنيّة بالبناء والأشغال العامة، واشتغلت مساعد مهندس بإحدى الشركات تا أمّن مستقبلي، وتا إقدر عيل حالي وما إترك عبء عا بيّي اللّي كان يشتغل موظف أمن بسيط، وكان عليه مسؤولية تأمين معيشة عيلة مألّفة من 8 أفراد، وبذكر قدّيش كان يعاني من الوقفة بالطابور لساعات تا يجيب ربطة الخبز.
بتذكّر من إيّام الحرب كيف كنّا نقضّي ليالي كتيرة بالملجأ، وكمان تعرّض بيتنا للقصف أكتر من مرّة. سنوات أليمة عانى منها كلّ اللبنانيّين بلا استثناء، من تهجير وقتل عا الهوية وسرقة واغتيالات.
بتمنّى للجيل الجديد إنُّه ما يعيش إيّام متل إيّام الحرب الأهليّة، وإنُّه ما يشهد تكرار لمأساة ضلّت 25 سنة من الحرب المدمّرة. وبطلب من شباب اليوم إنُّن يتّعظوا من هالتجربة، وإنُّه يكون الحوار والتفاهم سيّد الموقف والاختلاف عا أنواعه، من دون اللجوء للعنف أو القتل!
لا تعليق