توثّق القصّة التلميذة شذا السبلاني من مدرسة راهبات المحبة البيزانسون – بعبدا

شو نفع الندم لما يندبح الوطن ويتشرّد أهلٌه وناسُه، ويموتوا عالطرقات ويتدبّحوا عالهويّة بحجّة الطائفيّة؟ شو نفع الندم لما الوطن بيخسر من عمرُه 30 سنة ومن شعبُه طاقات وأجيال؟ شو نفع الندم اليوم وشو نفع نقول تنذكر وما تنعاد. كل هالشي بينفع بحالة وحدة بس، إنُّه الجيل الجديد ما يوقع بذات الغلطة.

أنا مواطن لبناني من بعلبك، عمري 66 سنة. لمّا بسمع بعبارة لبنان الكبير، بيخطر عا بالي إنُّه كان لبنان زغير وبعدين كبّروه وانبنى. ومع العمر صرنا نعرف إنُّه اللّي عم ينبنى مش لبنان لكلّ الناس، إنّما لبنان طائفي؛ العالم بتحب بعضا، بس السياسيّين وصّلوه للطائفيّة. 

الحرب الأهلية الله يعينّا وتنذكر وما تنعاد، كنّا نشوف العالم بالطرقات مسلّحين، العالم اللّي عم يتوقّفوا ويتعذّبوا، اللّي عم يتقتّلوا بالطرقات. كان شي مؤسف كتير. العالم بتحب بعضا، وبيضلوا الحكام بالطائفية إن كانوا من هون أو من هون، كلّن بيعملوا مصلحتُن. ومنلاقي بعدين بالآخر، بعد الوعي والكبرة، إنُّه كلُّه هيدا ضحك عالناس. 

الناس كلّا بتحبّ بعضا من أي طايفة، كلّن جيران من كلّ الطوايف، بيحبّوا بعضُن، بس الحكّام بيحرضوهن عا بعض.