قصّة عارف صادر توثّقها التلميذة ليا صادر من مدرسة القديس جاورجيوس – الحدث

لمّا بتنفقد القيم، الوطن بيخسر أكيد. والناس بتصير كل مين همُّه نفسُه. بس لا بد إنّه هالشعب يوعى، ويرجّع لبنان حلو أكتر مما كان قبل.

إسمي عارف صادر، وبمناسبة مئوية لبنان الكبير، رح إحكي عن هيدا اللبنان كيف بلّش، وشو مرقت فيه أحداث مهمّة. وكيف الشعب اللبناني تعامل مع هيدي الأحداث.

أساسًا ما كان هيدا لبنان موجود هلّاء. كان موجود جزء منّه يلّي هوّي جبل لبنان. وبعدين إجوا الحلفا وانتصروا عالعثمانين وتقاسموا البلد. نحنا طلعنا ضمن الحلفا. إجوا عملوا بكل منطقة إقطاع. سنة 1943 أخد لبنان استقلاله، وبلّشت المساعدات، وصاروا الناس يساعدوا بعضن، وهيدا الشي موجود بالبلد وبيسموه العونة. وعاش البلد بهالحالة بشكل جيد لحتّى إجت ثورة 1958، وتفرّقت الناس عن بعضا. العهد يلّي بدنا نقول فيه إنّه لبنان ازدهر هوّي كان عهد كميل شمعون. كان ازدهار كتير منيح، وكتار من الناس مشي حالها، لأنّه في السرّية المصرفيّة، وكانت الناس تأمّن للبنان لأنّه كان في كتير رخاء وازدهار، وخاصّةً الدول العربية. كانوا يجيبوا المصاري يحطّوها بالمصارف اللبنانية. بعدين صار في خلل بالدولة وإجت حرب 1975، اجتمعوا كلّن سوا وعملوا اتفاق الطائف، يلّي فيه شي منيح إنّه وقّف الحرب، وفيه شي مش منيح، إنّه شلّح صلاحيات رئيس الجمهورية وعطاها لفئات تانية، وصار في خلل بالنظام اللبناني، وهيدا الخلل وصّلنا لهون لهيدي الحالة يللّي نحنا فيها. 

وما ننسى الاجتياح سنة 1982. وقتا صار في مجازر وقصف وتدمير، وكتير من الناس تهجّرت. نحنا ساعدنا الناس، والناس كانت تساعد بعضا. بعدين إجت حرب 2006، صار في تدمير كتير وتهجير للناس. 

أنا عندي بيت، وبيّي عنده بيت. عطيت البيت لعيلة نضربت لأنّن صاروا بالشارع، وهالعيلة فيها نسوان ورجال وولاد. وضلّن قاعدين عنّا لحتّى عمروا بيوتن.

بعدين رجعت جلست الأمور، وتعمّرت البيوت بمساعدة الدول والناس يللّي إجوا من برّا، وبمساعدة العرب تا وصلنا عالحالة يللّي نحنا فيها. الإقطاع القديم يللّي كان، إجا بدل منّه أرذل. سرق البلد وما عاد في ثقة بين المجتمع والدولة. كل هيدي الأمور وصّلتنا لوقت الناس بدّا مصرياتا يللّي حطّتا بالبنك. ما عم نتطلّع عالناس يللّي سرقوا ونهبوا البلد، نحنا عم نتطلّع عالناس يللّي اشتغلوا وحطّوا قرشُن بالبنك ومش قادرين ياخدوه. 

صارت المظاهرات المحقّة، هيدي الثورة كانت كتير محقّة. في جوع وفي غلا، ووصلنا لوقت ما حدا قادر ياكل لأنّه الناس كتير تدايقت. ما عاد في أسعار تتحملّا الناس، ومعاشات الناس عم يقبضوها نصّ معاش. ويللّي قاعد بالشارع ويللّي ما قادر يدفع أجار البيت. هيدا بدّه حلّ.

إجت حكومة جديدة، ونحنا ثقتنا كبيرة بهيدا الزلمي لأنّه دكتور وفهيم ودارس، مش مع السياسيين يللّي سرقوا ونهبوا، بس للأسف ما قدر يكمّل.

لبنان بلد مميّز قبل، مش هلّاء. الناس ما بقا قادرة تاكل. كان في العونة، كان في التسامح والمحبة، وكان في إنسانية بالمجتمع. هلّاء ما عاد في منّا. 

بهالوقت وهالحالة، صعبة يكون لبنان تاريخ حي. بدّه يكون في ثقة بين الشعب والدولة لحتّى يرجع. بدّه يرجع لبنان العيش المشترك، الناس تحبّ بعضا وتساعد بعضا، وهيدا مفروض يصير. الشعب لازم يفهم مين المنيح ومين المش منيح، وما يلحق الزعامات أو الإقطاع. لازم اللبناني يفكّر بأخوه اللبناني لحتّى نقدر نعيش ونقدر نبني بلد.