قصة منصور بو ناصيف توثّقها الطالبة لارين فنيش من مدرسة راهبات البيزنسون القديسة حنة – بيروت

لما الولاء للوطن، بيتجزّا وبيصير عدة ولاءات: ولاء للحزب، ولاء للطايفة، ولاء لدولة تانية، ولاء للمنطقة، للمذهب، للزعيم، للإقطاعي… هالوطن إلّا ما يخرب. ولبنان من البلدان اللي تعرّضت للخراب، لأن أبناؤه، بوقت من الأوقات، ما كان عندُن ولاء إلُه وحدُه.

وكوني عسكري وبفهم منيح شو يعني ولاء، وبمناسبة مئويّة لبنان الكبير، رح إحكي شوي عن اللي صار معي خلال الحرب الأهلية.

أنا منصور بو ناصيف، عمري 65 سنة. عميد متقاعد بالجيش اللبناني، بمناسبة مئويّة لبنان الكبير، بدعي لمحبّة الوطن والوفا لأرزه، ورح خبّر عن الإلتزام العسكري والقَسم والولاء، وعن حادثة صارت معي بـ 6 شباط لمّا كنت قائد لكتيبة ببيروت، اللّي سمّوها بعدين بيروت الغربيّة. 

تعرّضت كتيبتي لهجوم كبير كتير من ميليشيات، وكانت الخسارة كبيرة. مات كتير من العسكر يللّي قاوموا للنّفَس الأخير، لأن العمليّة كانت مدبّرة بإتّفاق دولي تا حتّى ينكسر كيان الوطن، كون الجيش هوّي العمود الفقري لهيدا الكيان، وما في أوطان بلا جيش بيفدي بلادُه بدمُّه.

مركزي كان ببيروت الغربيّة، وأنا مسيحي، والخطف والقتل وأعمال الشغب كانت لأقصى درجة، والميليشيات كانت منتشرة بكل مطرح. تقفّلت المعابر، وما قدرت إرجع عا البيت.

عيلة مسلمة من معارفي استضافتني لحتّى راقت الأوضاع شوي، ووصّلتني بعد شي عشر إيّام عا بيتي، من بعد ما أُعلِن وقف إطلاق النار.

الحرب ما كانت بين الطوايف ولا بين اللبنانيّين. الحاسدين والطامعين استغلّوا العقول الضعيفة لتدمير لبنان، هالوطن الحلو والمميّز. 

بنصح الشباب إنُّن يكونوا موالين للوطن بس، ولجيشُه، وما يلحقوا الأحزاب.

وبالأخير، بتمنّى الخير للبنان، وبأكّد إيماني إنُّه لبنان رح يتجاوز كلّ الصعوبات وما رح ينكسر.