قصّة نوال صالحة توثّقها التلميذة رنيم أبو نقطة من ثانويّة نجيب بك صالحة الرسميّة – رأس المتن

بعمرُه الإنسان ما يخلّي اليأس يتسلّل لَروحُه… لأنّ اليأس عدوّ الحياة. واللّي بدُّه يوصل، لازم يبلّش. وهيدا اللّي صار معي، ورح خبّركن ياه بهالحكاية.

كنت عم بعمل إجازة باللغة العربيّة، وانقطعت لفترة عن الجامعة لأسباب اجتماعية وظروف شخصيّة. وضمن هالظروف كنت منكسرة. الحادثة صارت لمّا سجّلت بالجامعة لاستكمال الإجازة، وكلّ السنة ما زرت الجامعة؛ رحت بشهر أيار، والسبب هو تجميع كورات لأدرس فيها. بهالمرحلة، الدكتور اللّي كان يشرحلنا، كان عندو كور هوّي كاتبُه، والتلاميذ عم يتداولوه، بياخدوا الكور وبيصوروه. عصّب الدكتور لأنُّه حسّ إنُّن عم يستغلّوا إنتاجُه الفكري، قّفل الباب وقال: ممنوع حدا يطلع من القاعة. والقاعة فيها شي ميّة وخمسين تلميذ. قال: ممنوع الخروج من القاعة، والشاطر فيكن اللّي بيخطي لبرّا، رح يرسب بإمتحانُه.

مضى الوقت ببطء، خمس دقايق… سبع دقايق… عشر دقايق… ما حدا من التلاميذ تحرّك، وكانت النتيجة ضمن التحدّي اللّي حطُّه الدكتور: الشاطر فيكُن يقوم ويشرح محلّي. وما كان منّي بلحظة إلّا إنّي وقفت وقلتلُّه: دكتور، أنا بيعزّ عليّي إنُّه اليوم هوّي أوّل يوم بحضر فيه، وبيشرّفني بمعيتك إشرح المحاضرة.

سألني عن إسمي وجاوبتُه، قللّي تفضّلي وبعدُه عم يحكي بجفاف. ولمّا وصلت عالمنصة اللّي بيشرحوا عليها الدكاترة، قللّي: هلّاء إنتِ مصدقة حالك إنّك أوّل يوم بتجي، وبتجمعي كورات وبعد في شهر للامتحان، مصدقة حالك إنّك رح تنجحي؟

فا جاوبتُه: يمكن ما إنجح من الدورة الأولى، ويمكن ما إنجح من الدورة الثانية، بس أنا متأكدة إنّي رح إنجح السنة الجايي. ما حسّي إلّا الطلّاب كلّن بلّشوا يزقفوا. وهالشي فتحلي مجال إرجع إتعرّف على كلّ التلاميذ المجتهدين، لحتّى إحظى بدعمُن.

هالموقف أثّر فيّي كتير، صار عندي ثقة كبيرة، وعطاني إيجابيّات وصرت مندفعة للحياة، وبحب حالي، وبحب فكري، وبحب شخصيتي.

أمّا عالصعيد الإجتماعي، فهالموقف عزّز علاقاتي الإجتماعيّة، اللّي بتدعمني، وهون منقول: الجنّة بلا ناس ما بتنداس. وعا صعيد المعرفة، مؤكد إنُّه كل إنسان بيزداد تحصيلُه العلمي كل ما تزداد معرفته وتتطوّر شخصيتُه. ودايمًا كلّ الأحداث اللّي بتصير، منتذكّرها، تا نبني ذاتنا بثقة أكبر.