توثق القصّة التلميذة أليسيا لبكي من مدرسة الطفل يسوع – البيزنسون بعبدات

لمّا منحكي عن ماضي لبنان، الكلّ، أو الأكتريّة بيتذكّروا الحروب والويلات والمآسي والجوع والقتل والدبح والتشريد. أنا رح حاول ما كون متل الأكتريّة، رح حاول اتذكّر إشيا طريفة صارت معي، وخبّر عنها.

إيّام الحرب، كنّا بالمدرسة. وقتا صار بدُّن يعملوا تجنيد إجباري، وأخدونا عا دير دون بوسكو، فوق دير مار شربل. وصرنا نتدرّب هونيك.

مرّة كنّا عم نتدرّب عا مداهمة بناية، أخدونا عا بناية كانت بعدها عالباطون. فتنا تلات أشخاص، واحد قدّام وتنَيْن وراه. وفي جوّا محلّ ما بدُّن يركبوا الأسنسير كان فاضي. وكنّا عا تالت طابق. زميلنا الأولاني كبّ قنبلة لجوّا، فا نقز زميلنا التاني وإجا فايت فيّي وضربني، وقعت بِمَنور الأسنسير من تالت طابق للأرض. وكتّر خير الله ما تأذيت، ركضوا كلُّن وقالوا هيدا الزلمي يمكن مات، وأنا ما صرلي شي، انخزقت البدلة شوي.

وبذات الليلة، كان عنا مسير تقريبًا شي تلاتين كيلومتر، قام المسؤول الكبير قلّي: خَلَص، إنت مُعفى من المسير لأنّك لسّاتك مخلّص من الموت. قلتلُّه: لا، بدي إعمل المسير. ورجعت رحت معُن، وكتّر خير الله، العدرا وصلاة إمّي حميوني.

الأوضاع الاقتصاديّة كانت أحسن من اليوم بألف مرّة. كان في شغل، كان في زراعة، وكان في مصاري… كل شي كان أسهل من اليوم رغم الحرب والمشاكل.

بقول لشباب هالجيل، انشالّله الحرب ما تنعاد، وكونوا واعين لأن الحرب ما بتعمل شي غير الخراب والتدمير، والاقتصاد بيرجع لَوَرا. وبنصحُن يستعملوا أكتر شي الحوار، وأهمّ شي يحبّوا وطنُن ويحبّوا بعض.