توثّ قالقصّة التلميذة غاييل حبشي من ثانوية دير الأحمر الرسمية – البقاع 

الحرب بلبنان، شهدت اصطفافات كتيرة، وناس كتار تمترسوا ورا أحزابُن ورا طوايفُن. ومناطق فاتت بمناطق، وكل حدا يقول عن التاني إنُه عدوّ. بس بظل هالمعمعة، بتمرق قصص مليانة بطولة وعنفوان، وبيصير بطلها فَرد واحد، بغضّ النظر عن طايفتُه أو حزبُه.

وهالخبريّة رح تكون عن بطل… بطل من بلادي.

نحنا بفترة الأحداث، خلال الحرب الأهليّة، كنّا مجموعة من الشباب، عم نحرس على الجبهة بإحدى المناطق اللبنانيّة. وبلَيْلة من هاللّيالي القاسية، وِلْعِت الجبهة وصار في إشتباك كتير قوي بينّا وبين العدوّ بالجهة اللّي قبالنا. صار قصف مدفعي مع إطلاق نار وقنابل بشكل جنوني، وضلّ هالشي أكتر من خمس ساعات. فهمنا إنُه في هجوم علينا من الجماعة الموجودين قبالنا. قمنا، بناءً على الإنتشار، تمركزنا كتير منيح بهدف إنُّه نردّ الهجوم ونمنع العدوّ من السيطرة، وإنُّن يقدروا يخترقونا ويفوتوا عَالمنطقة. وبالفعل، قدرنا نحنا كمجموعة، نسيطر عالوضع. كنّا شي 12 مقاتل، وهنّي كانوا مش أقلّ من 25 مقاتل، وقدرنا نوقّف الهجوم. ولما خفّ إطلاق النار، وحدّة المعركة والقتال، تجمَّعْنا شي خمس مقاتلين بفَرْد مِتراس تا نقيّم الوضع. فا ما لقينا، هيك دغري فجأة، نحنا وقاعدين بالمِتراس، ما لقينا غير قنبلة يدويّة انكبِّت علينا. أكيد كان في متسلّل بعدُه متخبي بشي قِرْنة، وكَبْها. نحنا تفاجأنا، هالقنبلة إجت بيناتنا. كانت لحظة رعب، لأنُّه عالأكيد عالأكيد، كانت روَّحِتنا كلنا. بس واحد من الرفاق، قام بسرعة، استوعب الوضع، وزتّ حالُه عالقنبلة وغمرها. نحنا كنّا بعدنا مش مستوعبين الوضع، إنّه لحظات رعب. قام هالشب كبّ حالُه عالقنبلة وعَبَطا، وفَجَرِت فيه. نحنا بعدنا بنوع من الذهول. ساعتا، بلّشنا شوي نستوعب. هوّي بهالطريقة حَمانا نحنا الأربعة من الموت. هالتصرّف هيدا تصرّف أبطال، بيحمل نوع من الرجولة والعنفوان والتضحية. هالشي بدُّه شجاعة. هالقصّة إلها أكتر من 25 سنة، وبعدا عايشة معي بكل تفاصيلا، ولا مرّة نسيت هالرفيق يللّي ضحّى بنفسه تا حتّى نضلّ. وهالشي غيّر مجرى الحياة، وخلّاني إعرف إنُّه وجودنا إلُه قيمة، إلُه معنى، بقاءنا إلُه تَمَن. لأنُّه ياما في شباب ضحّوا بدمُّن لحتّى نحنا نضلّ ونستمرّ ونضلّ موجودين، وتضلّ ضِيَعنا وقُرانا، ويضلّ مجتمعنا اللّبناني موجود.