قصة فيوليت السبعلي توثّقها ماري الجلغ من مدرسة مار يوسف – قرنة شهوان

بمئوية لبنان الكبير، كتار بيتذكّروا الحرب ومآسيها، وحكاياتها اللّي ما بتخلص. وكتار علّمِت فيهن الحرب بجروح ما بتطّيب. بس حكايتي ما حا تكون عن الحرب، حا تكون عن لبنان الحلو، عن لبنان الثقافة ومنارة الشرق. رح إحكي عن لبنان العِلم.

اسمي فيوليت فارس السبعلي، متزوجة من الياس أبي خليل، خلقانة بـ15 أيلول 1949.

كنت معلمة مدرسة، وعلّمت بمدارس بالضيع، بقرى نائية، وكانت المدارس بعدا زغيرة مش متل هلّاء متطورة في كومبيوتر وفي كلّ شي. كنّا نتعب، كنّا نعمل أبحاث ونفتّش بكتب تا نجيب معلومات للتلاميذ، بينما هلّاء عالكومبيوتر، من “غوغل” بينجاب كل شي. كنت قدّم كل شي بقدر إعملُه لتلاميذي، وعلّمُن تا يحبّوا لبنان، تا تكون حياتُن أمانة للبنان.

بالحرب، كنّا نتخبّى متل الفيران بالزوايا، يفوت علينا شظايا عالبيوت، ننطر تا يخلص القصف تا نطلع لبرّا ونشوف إذا عايشين أو متصاوبين.

بذكر قدّيش كنّا نتعب ونشقى، كنّا نعمل أبحاث ونجيب كتب من المكتبات تا نقدّم لتلاميذنا أحلى شي منقدر نوصلّه من الثقافة والتعليم والرقي، تا الولاد يطلعوا مثقّفين، مش يطلعوا من المدرسة بس بيعرفوا يقروا الألف بي. هلّاء كلّ الأمور تطوّرت من التمانينات وبالطالع، صار في اتصالات بينّا وبين كلّ الدول مع أميركا وأوروبا وإنكلترا، وأنا عملت تدريب كتير مع الأميركان والإنكليز والفرنساوية على طرق التعليم. ومن بعدا صار في تطوّر كتير كبير، لما فات التعليم الرقمي على المدارس.

كتير حابّة التعليم يكون أرقى بلبنان، لأن تلاميذنا عم يروحوا لبرّا وعم يكونوا الأُوَل وعم يبرعوا.

لبنان مميّز بمناخه، مافيش دولة مناخا متل مناخنا. لبنان مميّز بشعبه، اللبنانيّة كلّن، من كلّ الأديان والطوايف، كلّن عندن عادات حلوة كتير، كلّن مضيافين، كلّن بيحبّوا الناس، كلّن بيساعدوا، كتير مناح. بينما بغير دول، أنا سافرت لبرّا، إذا بطلب يدلّوني عا شي، ما حدا بيدلني. لبنان مميّز بناسه المثقّفين، أقل واحد بيحكي تلات لغات.

لبنان تاريخ عايش، لبنان تاريخ حيّ، مين ما بيجي عا لبنان، بيشوف كيف لبنان بعدُه، رغم الحروب والضربات والقصف والحريق والقذايف، بعدُه لبنان عايش وحلو، وكلّ الميزات الحلوة فيه، رغم الفقر اللّي صار فيه. كنت علّم تلاميذي وقلّن تحت القصف، بكرا رح نقوم متل طير الفينيق، من تحت التراب، ونرجع نعمّر بيوتنا ونعمّر لبنان كلّه بس يوقف القصف. اللبناني بيحبّ أرضه، لك ريحة تراب لبنان غير شكل.