قصّة سيدة حجّار يوثّقها التلميذ جو حجّار من مدرسة سيّدة المعونة الدائمة – فرن الشباك 

لما تعلق الحرب، أكتر شي بتفكّر فيه كيف بتخلّص ولادك، أو تهرب فيهن. والحرب اللبنانيّة صار فيها تهجير كتير، طوايف علقانة مع بعضا، أحزاب عم تحارب بعضا، وطلعت براس المعتّر الفقير. ونحنا طلعلنا نصيب، وصرنا نتهجّر من مطرح لمطرح، ومن ديرة لديرة.

إسمي سيدة حجّار من قيتولة، متجوزة من زكي حجّار، وعمري 82 سنة.

تأثّرنا كتير بإيّام الحرب وتعذّبنا. كنّا قاعدين بقيتولة وقالولنا إجوا الفلسطينيّة شوفوا شو بدكن تعملوا. أهل الضيعة خافوا وطلعنا كلنا من الضيعة. حطّينا غراضنا بالسيّارة ومشينا عا زحلة، ومن هنيك عا عيتنيت بالبقاع. هنيك عتّمت الدني وبلّشت الشتي. رحنا عا دير للراهبات رئيستُه من عنّا من الضيعة. استقبلتنا منيح وعشّونا ونمنا بالدير. تاني يوم رحنا غروب طويل عريض سيارات. رحنا عا عيون السيمان، والولاد تعذّبوا عالطريق ونحنا تعذّبنا حتى وصلنا عا بيروت.

قدّمنا صلاة لله ليسهّل الأمور ويسهّل لقمة العيش. كنا نصلّي تا نجيب أكل للولاد، والله سهّل الأمور وصارت تتحلحل والحمد لله قطعت بخير.

بحرب الأربعين كنّا ولاد، وما منفهم شي، كنّا نعيش بالجبل بين الجلال والبراري. صارت معي حادثة طريفة وقتا. قالولنا جايي العسكر يتخبّوا هون عنّا. صرنا نروح لنتفرّج عالعسكر وما خفنا. أخدت علبة فيها مفتاح. جرحت إيدي بالمفتاح وصار الدم ينوفر ورحت عند أمّي لتلزقلي الجرح، ومن وقتا ما عدت رحت عند العسكر.

الله يريّحنا من هالإيّام الصعبة ومن كورونا. كورونا ما فيه الواحد يهرب منّا. بس الحرب فيه تهرب من منطقة لمنطقة، أما كورونا فواجب يضلّ بالبيت ليتوقّى. أما بخصوص المعيشة فالله بيدبّر.

نصيحتي للجيل الجديد، وخصوصًا تلاميذ صف الشهادات الرسميّة، إنُّن يحصلوا عِلمُن بالبيت، هالمشروع إنُّن يتعلّموا بالبيت مشروع منيح. بنصح التلاميذ يستجيبوا لنصايح الأهل، ويقعدوا بالبيت ويتعلّموا عبر التلفزيون، وما يطلعوا من البيت.