قصة صباح أبو ديوان توثّقها التلميذة ليا شمعون من مدرسة الطفل يسوع – البيزنسون

اللبنانيّين قضّوا وشافوا مآسي كتير بالحرب. والأبشع بالحرب اللبنانيّة إنها كانت بين ولاد بلد واحد، وبين الإخوة. ولما تكون وحدك، ممكن تكون الأمور سهلة عليك تا تخلّص حالك من القصف والدبح عالهويّة… بس شو حا تعمل إذا كان معك أطفال زغار… زغار كتير؟

إسمي صباح أبو ديوان، مواليد العربانيّة سنة 1952. ورح خبّر شو عشت إيام الحرب…. اللي منذكرا تا ما ينعاد. 

بهيدك الإيّام مرقنا بمرحلة كانت كتير صعبة. ونحنا منقول تنذكر وما تنعاد، لأن بوقتا قضّينا نحنا وولادنا كتير. أنا وقت ولّدت ابني الكبير، نكون نايمين بالليل، ما نوعاش إلّا عا صوت القذايف. يعني شي مرعب. كون يا حرام أنا وبيّه، هلّاء حرام بيُّه توفّى، يطبّ فوق الولد ونبقى فزعانين إنُّه تجي القذيفة عليه. يعني قضّينا إيّام كانت صعبة كتير. وحتى بفترة من الفترات متلًا يطلع بيُّه بالليل بالعتم من دون ضوّ كهربا من دون ضوّ شي، يطلع عا محلّ بالليل تا يقدر يأمّنلنا ربطة خبز، علبة بيكون، أو علبة سميدس…

ما كَنْش في سيّارات. كانت إذا شي سيّارة مرقت يقنصوا عليها أو يقصفوها بالنهار. ما كنّا نسترجي نتحرّك. وكمان وقت ولّدت بنتي، كنّا بالأوضة بالمستشفى، وما كان صرلي نصّ ساعة مولدة، وصارت هالقذايف تنزل عالمستشفى. وصرنا نحنا الأمّهات نبكي ونصرّخ، فزعنا عالولاد. فشالوا البيبيات وحطّوهن بالمدخل (entrée). ومرقت بوقتا تلات أو أربع ساعات. شي بيفزّع.

يللّي منطلبُه هلّاء ومنتمنّاه، إنُّه ولادنا كبروا وصاروا شباب وتجوّزوا، وصار عندن عيال، منطلب ومنصلّي إنُّن ما يشوفوا يللّي شفناه نحنا.

وبدّي قول للجيل الجديد وشباب اليوم، إنُّه نحنا خلقنا بهالبلد وربينا بهالبلد ومنحبّ هالبلد كتير. نحنا 18 طايفة، وبتمنّى يضلُّن يحبّوا بعضن تا يضلّ بلدنا واقف عا إجريه. وبطلب المحبّة، المحبّة أهمّ شي. ونشالله الجيل الجديد يكون جيل واعي، لأنُّه نحنا مرقنا بمراحل صعبة. وبتمنّى دايمًا لهالجيل الجديد يكون عايش بسلام واطمئنان.