حجار الداما
لبنان قبل ما يكون دولة وكيان سياسي، كان جنّة الله عالأرض، لحدّ ما تحكّمت فيه الإقطاعيّة والحزبيّة، وبعدين الطائفيّة، صار بلد الأزمات، وبلد المصايب اللّي ما بيتأثر فيها إلّا المعتّر والفقير.
وحكايتي هلّاء، عن هالبلد المعتّر.
إسمي الياس نعمة، حزبي سابق، متل ما بذكر، الجنرال غورو عطانا دولة لبنان الكبير، رسملنا حدودنا، بس كأنّه أساساته من رمل. يللّي حكمونا من هيداك الوقت لهيدي الإيام كانوا مجبولين بالطائفيّة وحبّ السلطة حتى سرقوا الأساسات يللّي هي من رمل، تا هيك صار فينا هلّاء للأسف.
المشكلة إنّه شعبنا بيعبد أشخاص، وهالأشخاص بيتربّعوا عالكرسي، بيقعدوا بحجّة حماية الطائفيّة. ما بفتشوا عأشخاص بتحكي بإسم الدولة وبتصون حقّ الشعب.
أسوأ أزمة مرقت عا لبنان هيّي الحرب الأهليّة. هيدي الأزمة كنّا عم نعيشا بعنف. كلّ الشعب انقسم لطوائف وأحزاب وأنا منّن. يعني أنا فتت بحزب على أساس خوّفونا بهيداك الوقت إنّه بدّن يهجموا علينا، ولنحمي عيلتنا. بقا اضطرّينا نفوت بحزب لنحمي إخوتنا. وبنفس الوقت، يعني صراحةً، كان في مدخول مادي، يعني نحنا كمان اهتمّينا بهيدي الفكرة، إنّه مدخول مادي، وما فكّرنا شو العواقب تبعيتا.
ولا حزب بيكون قد المسؤوليّة. هيدي مش دولة، هول بكونوا أشخاص بيستفيدوا، مؤتمرين من أشخاص تانيين أو من شي دولة لمصالحن وتخريب البلد. ما في ولا حزب بيكون محل الدولة، خاصّةً إذا بيكون حزب مسلّح.
بالـ1979، انصبت أوّل إصابة، وخلّصت من الموت. كان الوضع كتير صعب، نقلوني عالمستشفى بعد ما شفت الموت بعيوني، وطوّلوا كتير تا نقلوني. بلحظتا عرفت إنّه نحنا ما إلنا قيمة، والأحزاب جمعت مال عا ضهر الشباب. بالنهاية ما حدا طلع فينا مستفيد، استغلّونا وجمعوا مال عا ضهرنا وقعدوا عالكراسي عا ضهرنا، وآخر شي نحنا حسّينا حالنا متل حجار الداما، حرّكونا بهيداك الوقت ضد إخوتنا بحجّة حماية المناطق يللّي هيّي ما كانت بوقتا بحاجة لحدا يحميها، كان لازم تكون الدولة موجودة تا تحميها مش نحنا اللّي نحميها ونقتل بعضنا. هيدي هيّي أسوأ ذكرى عشتا وهلّاء رجّفتني.
بنصح الجيل الجديد بحلّ واحد ما في غيره: يدفن الطائفيّة يللّي عيّشونا فيها لهلّاء، ويبني دولة متله، متل حيّلّا دولة خارجيّة منشوفا ومننبسط ومنقتل حالنا تا نروح نعيش فيها. لأنّه ما في غير الدولة هيّي اللّي بتحمي شعبها.
لا تعليق