قصة علي أبو دهن توثّقها التلميذة دنيز الكاخي من ثانوية حاصبيا الرسمية –  النبطية

كتار بيحكوا عن الحرب الأهليّة بلبنان، بس ما بيحكوا شي عن الجيش السوري والاحتلال السوري للبنان. ما بيحكوا شي عن كل يللّي نكمشوا ونحبسوا بسجون سوريا، ومنهن ماتوا تحت التعذيب.

بحكايتي هيدي، رح إحكي عن أصعب مرحلة مرقت بحياتي، أنا علي أبو دهن.

كان للاحتلال السوري تأثير سلبي كبير على كتار من اللبنانيين سياسيًّا واجتماعيًّا.

وكواحد من المعتقلين السابقين بالسجون السوريّة، مرّيت بكتير من المعاناة خلال الاعتقال. حاليًّا، أنا رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية اللّي تأسّست سنة 2002.

العذاب اللّي عشتُه أنا والمعتقلين بهالفترة ما بينوصف. كانوا يحطّوا 48 معتقل بأوضة وحدة فيها حمّام واحد للكل. وكان الأكل سيّء كتير، يعطونا بس عشر بيضات. 48 شخص عا عشر بيضات بس! كنّا نقسّم البيضة عا خمس أشخاص تا حتّى الكلّ يطلعلُن حصّة.

كان يموت كتير من المعتقلين بسبب التعذيب. بس رغم هالمأساة وهالوضع وهالعيشة الصعبة، بقي الاحترام والحنان بيناتنا، وبقي أملنا بالحياة وإيمانّا بالله مزروع بقلوبنا، رغم إنعدام الأمل بهالمكان الموحِش والبعيد عن أرض الوطن.

لمّا خبّرونا إنّا رح نطلع، كان الحلم المستحيل عم يتحقّق، ولمّا وصلنا لنقطة المصنع، كانوا الأهالي ناطرينّا، بس منعونا نسلّم عا أهلنا وأحبابنا. كانت لحظات صعبة بعد 13 سنة، بس كان همنا الوحيد نفوت عا أرض الوطن ونركع عا ترابُه.

بعد طلعتي من المعتقل، وبعد ساعة من وصولي للبيت، عطتني بنتي نانسي التلفون الخليوي، ما عرفت كيف إتعاطى مع الموضوع، وما عرفت شو هوّي. وشغلات كتيرة كانت غريبة كتير بالنسبة إلي.

ومن أبرز اللّحظات اللّي بتذكّرها، لحظة وصولي لأرض لبنان. ركعت بوس تراب وطني، وهي اللّحظة هيّي اللّي رسّخت جوّاتي المواطنيّة والولاء للوطن.