قصة محمد إبراهيم توثّقها التلميذه  لين إبراهيم مدرسة القديس جاورجيوس – الحدث

محمد ابراهيم، مواطن من لبنان، من لبنان بس، وما حدا يسألني لا عن ديني ولا عن طايفتي ولا عن منطقتي. رح خبّر قصّة أليمة عشتها سنة 1976، من بعد ما بلّشت الحرب الأهليّة اللّي كانت أكتر فترة عصيبة مرّقت عا لبنان.

وقتا طلع بيّي تا يروح عا شغلُه، وودّعنا وما كان عارف إذا رح يرجع يشوفنا مرّة تانية. وعالطريق، نزلت قذيفة حدُّه سبّبت موتُه المأساوي. وقتا كنت بعدني طفل، وما اكتشفت الحياة بعد، وما كنت إعرف كيف رح إتحمّل هالخبر القاسي. وفجأةً، تغيّرت حال البيت، وعشنا حالة ضياع بعد ما فقدنا مصدر الأمان بأكتر وقت نحنا بحاجة إلُه. 

بسبب هالشي، اضطرّيت أنا اللّي عمري أقل من 12 سنة، إننّي إتحمّل مسؤوليّة أكبر منّي حتّى إقدر حافظ عالبيت وإخواتي وإمّي، لأنّي كنت الكبير بيين إخواتي. ما عرفت شو إعمل بهالوضع، كنت خاف وإتوتّر وإقلق لأنّي رح إتحمّل مسؤوليّة كبيرة بعد ما لقيت حالي بلا سند، وصار البيت بلا عمود. وطبعًا، خسارة الأب بتسبّب الانكسار لأن الأب هوّي أساس البيت، وخسارتُه كارثة خصوصًا عالأطفال اللّي مش ناضجين وزغار وواحد منُّن عمرثه خمس سنين بس.

بس بذات الوقت، كنت فكّر بإخواتي ومستقبلُن، مشان هيك صرت حاول دلُّن عالطريق الصحيح وإقنعُن يكملوا مداراسُن، وما يستسلموا حتّى يلاقوا مستقبل أحسن، وصرت إقنعُن كمان إنُّن ما ينسوا بيُّن ولا تربيتُه ولا أخلاقُه.

بلّشت واجِه مشاكل مع الحياة، لأنّي كنت أدرس وإشتغل بذات الوقت تا أمِّن مستقبل معيشة البيت ومستقبلنا. كنت روح عالمدرسة الصبح وعالشغل بعد الضهر. حاولت إتأقلم مع الوضع وإتخطّاه بالصلا والدعاء والإيمان بالله، وفهمت إنُّه لازم كمّل الحياة بنجاح.

بيمرق الوقت، ووصلت لقاعدة بحياتي بسبب تجربة صارت معي لمّا كنت عايش بدبي. كنت إشتغل بشركة سياحيّة وقابل ناس من مختلف دول الخليج رجال أعمال، كانوا يسألوني عن جنسيتي، أنا قلُّن لبناني، بعدا بيسألوني من وين بلبنان، فكان جوابي إنّي من لبناني وبس. ولو كان هادا ردّ كلّ اللبنانيّين، ما كانت صارت الحرب الأهليّة اللّي كان سببها الأساسي التمييز والطائفية بين الناس. 

وإنطلاقًا من هالموقف، بنصح الجيل الجديد إنُّن يأسسوا الحاضر للمستقبل، وإنُّن يعيشوا لبنانيّتُن، لكل حدا دينُه، والوطن للجميع.