قصّة ناديا العياش توثّقها الطالبة لجين الناصر من ثانوية حسين مسعود الرسمية – بشامون

الحرب بتنفرض فرض عالناس، وبيكونوا مش واعيين، وبتكون كلّا مؤامرات، والأحزاب والرؤسا والزعما بيعملوها متل ما بدُّن، ونحنا الناس…. ولا شي إلا ضحايا. الدول والأحزاب بيعملوا مخطّطات ونحنا منطيعُن ومندفع التمن. نحنا دفعنا التمن غالي.

إسمي ناديا العيّاش، من عيتات قضاء عاليه، مواليد سنة 1950، مجوّزة وجوزي متوفّي من 37 سنة. عندي أربع بنات وصبي، صاروا كبار، والزغيرة ما بتعرف بيّا.

قبل الـ75 كنّا عايشين مبسوطين. كان لبنان جنّة. كان الإنسان يشتغل يعمّر ويسافر مبسوط، والدولة كانت تقدّم خدمات. صارت الحرب بس عا ناس أكتر من ناس، ومناطق أكتر من مناطق. كانت غلط كبير نتيجة مؤامرات. 

أنا من الناس يللّي دفعوا تمن  كبير. جوزي استشهد، وبيتي احترق، وكان عنّا شغل ومعدّات ومحلّات، والولاد زغار انحرموا من أبوهُن، وخسروا مالُن، وكنت معن بالشقا والتعب والعذاب حتى قدرت ربّيتُن. هالوقت كان كتير صعب عليهُن. كانوا هنّي ينتبهولي وكنت أنا بدّي عوّضلُن. كان في قهر وعذاب وشقا كتير.

جوزي كان إنسان قبضاي، كان عم يتعب كل جهدُه ليأمّن حياة كريمة لولادُه. عمل كل شي وراح بسرعة البرق وما شفناه، ضربوه لمّا كان عم يشتغل على وحدة من معدّاته.   

كانوا الناس يجوا لعندي يقولولي وين سلاحاتُه. انتبهي لسيارتُه. قلّن الولاد أغلى من كل شي، بدّي إنتبه للولاد لأن ولادي هنّي هوّي. وحطّيت براسي إذا بدّي إعمل شي منيح إنّي إنتبه للولاد. ما لقيت محبّة أو يمكن ما كنت ضعيفة إنُّه حدا يشفق عليّي. بعت كل فترة قطعة قدرت هرّبتا من الحراميّة. تعلّموا ولادي وعلّمتن… تعبنا لحتّى تعلّموا.

ما كان حدا حاسس فيّي. كنت عم إبني لحالي مع ولادي. وهلّاء ولادي هنّي رجعوا شقلوني، حفظوا المنيح ووعيوا لهالشي، وكلّن قرّروا إنّن يصلحوا بيتنا ويزبطوا حالُن ويعملوا مراكز وإسم لحالُن. وهلّاء اللّي ما كان حاسس فينا صار يشكرني ويقول: إنتِ إخت الرجال. إنتِ ربّيتي. هلّاء بيّنوا، بس بالأوّل ما كان حدا حاسس فينا. بس أنا ما فقدت الأمل وكنت قول ولادي رح يصيروا أحسن. يمكن ربنا ساعدني حتى تخطّينا هالمرحلة وقدروا الولاد يعملوا شي وقدرنا صلّحنا بيتنا يللّي احترق وانضرب وانسرق.

لبنان بيكون مميّز إذا كانوا المسؤولين والحكّام صادقين ويخدموا البلد بشكل حقيقي متل ما كانوا من 50 سنة عا إيّامنا. ما كانت تنقطع الكهربا، ما كنّا نعرف العتمة. ما تنقطع المي. اليوم حبّ المال وقلّة الضمير هنّي الموجودين.