قصة  إلهام بتروني توثقها روزالي ياسين من مدرسة راهبات البيزنسون – القديسة حنة – بيروت

لمّا المصايب بتوقع، والحروب بتشتعل، ما بيخلّي الإنسان واقف إلّا الأمل والإصرار عالحياة. ونحنا شعب تعوّد يقوم من تحت الرماد، تا يرجع يبني ويعيش. 

الإصرار والأمل شغلات ضروريّة تا حتّى نتخطّى المصايب، واللّي صار معنا بالحرب الأهليّة، دليل كبير على إنُّه اليأس بيودّي للموت، والأمل بينوّر طريق الحياة.

أنا إلهام بتروني، من مواليد برمّانا، عمري 72 سنة. بالحرب الأهليّة، انصبت بوِركي، وبخرزة من عمودي الفقري، وكمان انصاب واحد من الجيران.

الساعة وحدة بنص الليل، ببيتي ببرمّانا اللي كان عالناحية الشرقيّة، وكان معرّض للقصف من الجهة المقابلة من راس المتن، ولمّا انصبت شفت الدم، بس ما حسّيت بالإصابة، فكّرت جوزي اللّي نصاب.

كان إبني بعدُه متعلّم جديد السواقة، وجوزي كان من فترة قريبة عامل عملية القلب المفتوح. نقلني إبني إلي وللجار عا مستشفى بحنّس، وهونيك نطرنا الحكيم للفجر، لأن الطرقات كانت كلّا مش آمنة، والقصف كان عشوائي.

عملولي تلات عمليّات، وتعذّبت كتير، وتأزّمت حالتي النفسيّة. وبعد ما قعدت بالمستشفى لأسابيع، ما قدرت إرجع عالبيت اللّي انقصف. فا اضطرّيت أقعد بأوتيل لَبَيْن ما صلّحوا البيت.

بعدني لليوم متأثرة بللّي صار معي، ورغم هالشي، تخطّيت الأزمة بمثابرتي عالشغل، لأنّي كنت بملك شركة بتسوّق التياب.

كان عندي أخ كابتن طيران، ساعدني كتير، ورافقتُه بعدّة سفرات ومنها زيارة لقبرص، وهونيك قضّيت كم شهر.

الحياة بتطلّب كتير من الإيجابيّات والأمل. وبنصح الجيل الجديد إنُّه يضل طموح، ويتطلّع لقدّام.