محبس أمي
اليأس بعمرُه ما بيفيد الإنسان. بالعكس، اليأس بيدمرُه، وبيسرّع بسقوطُه بالهاوية. وقت الشدايد لازم الإنسان يكون عندُه أمل، ولو بصيص زغير، تا يقدر يكمّل مشوارُه.
وحكايتي اليوم عن مخلوقة زرعت فينا التمسّك بالأمل، رغم إنُّه الظروف اللّي مرقنا فيها إيّام الحرب، بتهدّ جبال. رح خبّر حكاية عن إمّي.
إسمي سيلفي، عمري 75 سنة، من منطقة الحدث.
لازم الواحد يضلّ عنده أمل بكل اللّي بدّه يعمله، أو كل شي بدّه يمرق عليه.
بتذكر من زمان، بالأحداث، بيّي وقّف شغله، وما عاد عنده مدخول أبدًا، وضاقت الدني فيه لإن ما عاد يعرف شو بدّه يعمل وكيف بدّه يعيّش عيلته. والمرحومة إمّي كانت كتير تحبّه وتعتل همّ معه، وعطول بتقلّه: يا رجّال ما تزعل، خلّي عندك أمل، الله بيفرجا.
راحت باعت محبسا، يعني الرباط الزوجي تبعا، باعته وجابت الغراض تبع المرصبان وعملت أوّل نهار دزّينة، وهوّي أخدا يبيعا. تاني يوم دزّينتين تالت يوم أربعة ويلّا.. صاروا كل يوم تلاتين أربعين دزّينة وهوّي يبيعن ومشي حالن، وزبّطوا أمورن. يعني رجعوا أحسن مما كانوا بميّة مرّة. يعني كان عندن أمل إنّه هنّي بدّن يرجعوا. بقا أنا نصيحتي للشباب اليوم إنّه ما يفقدوا الأمل بكل شي، الحياة حلوة بس يعرفوا يسيسروا حالن، ما يطوشوا وما يروحوا مع المش منيح ويلتجوا للمخدرات وهيك. لازم يكون عندن أمل بحياة حلوة. هيك بنصح الشباب إنّن ما يفقدوا الأمل وبيمشي حالن.
لبنان بلد مميّز بطبيعته، الطبيعة اللّي نحنا ما منعرف كيف نحافظ، وطريقة الحياة اللّي بتجمع بين التقاليد الحلوة والانفتاح، هيدا إذا بعد في تقاليد حلوة وانفتاح. ولبنان تاريخ حيّ فينا.
لا تعليق