صديق عالطريق
الحرب بشعة، ما بتولّد إلّا الدمار والخراب والموت، والتهجير والتشريد والعذاب والقهر. بس بين كل هالإشيا السودا، إلّا ما يمرق بصيص أمل… ولو ضوّ زغير بينوّر العتمة. وهالشي صار معي.
إسمي سعيد مزرعاني، مواليد سنة 1948، من سكّان منطقة المعمورة بالضاحية الجنوبيّة. مرقت علينا حروب كتير، بس أصعبا كانت الحرب الأهليّة.
فقنا ييوم من الإيام عا صوت قذايف قوي. نزّلت ولادي الزغار الأربعة عالطابق التحتاني. شوي سمعت صريخ من عند الجيران. فتحت الشبّاك تا شوف من وين الصوت، وبتنزل قذيفة تحت الشبّاك دغري. ارتبكت، وركضت لتحت. صار ينزل الدمّ من بطني، وشوي بلّش الوجع. عرفت إنّي انصبت. كان لازم روح عالمستشفى بس ما كان في سيّارات. مشيت صوب المريجة، وقّفتلي سيّارة زغيرة. السوّاق كان معلّق عالمرايا يقونة ستنا مريم. طلعت معُه. كان كل همّه يوصّلني عالمستشفى بسرعة، بدقايق قليلة كنّا قدّام مستشفى الساحل.
جورج، وهيدا كان إسم السوّاق، ما قِبِل يتركني قبل ما يتطمّن إني صرت منيح. ومن هيداك اليوم، صرت أنا وجورج من أعزّ الأصدقاء.
الحرب قاسية، والناس اللّي بتخلق الحرب بيكون هدفا تفرّق الناس عن بعضا. بس الإنسانيّة أقوى من كلّ الحروب.
لا تعليق