قصة جوزيف عبد الساتر توثّقها التلميذة جنى عبد الساتر من مدرسة سيدة المعونة الدائمة – فرن الشباك

الإنسان لمّا بيقفد عزيز، لا تفكروا إنُّه بيوم من الإيّام بيقدر ينساه. أبدًا… ما حدا بهالكون بيقدر ينسى أحبابُه اللّي راحوا. وأنا بهالقصّة، رح خبّر عن خيّي… عن سند ضهري اللّي فقدتُه بحرب ما إلنا علاقة فيها… حرب قضت عالأخضر واليابس… حرب أخدتلي خيّي وخلّت ضهري ينكسر.

إسمي جوزيف عبد الساتر، عمري 44 سنة، وكنت إشتغل بشركة بمنطقة الفنار. كان خيّي يجي من عمشيت ليشتغل بمحلّه هون بالمنطقة، من الساعة 9 الصبح. وهوّي متجوّز، وكان يجي كل يوم الصبح قبل الشغل عا بيت أهلي تا يشرب قهوة وياكل مناقيش.

مرّة صار إنفجار بمنطقة عين الرمّانة، وأنا كنت بشركتي، فشغّلت التلفزيون تا إسمع عن الإنفجار.

رجعت رحت صوب فرن الشباك وعين الرمّانة، وسألت وين الإنفجار بالظبط، قالولي بهالمطرح. كان خيّي يشتغل بهيداك المطرح. ركضت، لقيت محلّ خيّي محروق، والبنايات كلّا مهدّمة والسيّارات محروقة، ودخنة سودا وحرايق. سألت الصليب الأحمر والشباب عن خيّي (صاحب هالمحلّ) لأنّه بهالنهار راح عا شغلُه بكّير. ما حدا جاوبني.

رحت عا كلّ المستشفيات، وما لقيتُه. برمت من الساعة 9 الصبح للساعة 5 بعد الضهر المناطق كلّا وما حدا كان يعرف وينُه.

المساء، إجا واحد قلّي إنّه قتلى الإنفجار بمستشفى معيّن. رحت بسرعة عالمستشفى، ولمّا وصلت، ما قدرت إتعرّف عا خيّي إلّا من خلال خاتمُه.

هالأزمة تعّبتني كتير، وتخطّيتها بس بصعوبة كبيرة، لأنُّه خيّي هوّي أوّل شخص فقدته بعيلتي. بس إيماني ومحبتي ووقفتي مع عيلتي وأصدقائي، والتربية الصالحة، هنّي البديل لأمل جديد بالحياة، وهيدا ساعدني تا إتخطّى هالصدمة.

نصيحتي، تطبيق التربية المسيحيّة الصالحة، بذل الذات كرمال الغير، وعدم الطائفيّة بين البشر والأصدقاء. بوصّي بالمحبة، احترام الأهل، التضحية للأهل من دون مقابل أو مادّة أو مصلحة، وحبّ الوطن، وقوّة الإيمان، والأخلاق اللّي كلّا بتعطي نور للحياة وأمل ببكرا أحسن.