قصة الياس توثق القصة التلميذة ماري جوزيه حبشي من مدرسة سيدة المعونة الدائمة – جسر الباش

إذا وقع الإنسان بمشكلة، لازم هالوقعة تعلمُه. والأزمات بتعلّم كمان. ولمّا الأزمة تحلّ بوطن بكاملُه، المفروض الشعب كلُّه يتعلّم. وبمناسبة مئويّة لبنان الكبير، أكتر شي منتذكّرُه هيّي الحرب الأليمة اللّي بلّشت سنة 1975، وحصدت أرواح كتير، وشرّدت وهجّرت كتار. بس قدروا اللبنانيّة يتخطّوها بفعل إرادتُن، ولازم يكونوا تعلّموا من الدرس. 

إسمي الياس… ونحنا ولاد الحرب، كان عمري 15 سنة لمّا بلّشت الحرب. كان بيتنا عا خطوط التماس. ومن ورا الحرب انتقلنا عا منطقة غير لنعيش فيها. وبس خلصت الحرب رجعنا عا منطقتنا. توجّعنا كتير، وضلّينا نتنقّل كتير لحد سنة 1977، إجا الجيش السوري وتمركز بالمنطقة، وصار لازم نهرب. رحنا عا كسروان، وكان بييّ الله يرحمُه عندُه شويّة مصاري، استأجر بيت، بس غيرنا ما كان معُن، عاشوا بالمدارس من ورا ظروف المعيشة الصعبة. وبهيدي الفترة إجت حرب الـ100 يوم، بهي الحرب كنّا عايشين بعيد عن الأحداث، و بالرغم من هيدا الشي كان الشعب ضايع، العواميد مهدودة عا الطريق، الملاجئ مقصوفة. العالم تساعد بعضا، ما كان معن مصاري أو أكل، يناموا بالمدارس. ومن بعد الميّة يوم قدرنا نتجاوز المرحلة ورجعنا عا منطقتنا وبيتنا، والسوريّين فلّوا. بعد فترة تهجّرنا مرّة تانية، ورحنا عا منطقة قريبة من الدكوانة، وسكنّا هونيك.

تهجّرنا تلات مرّات، صرنا نشتغل، وسافرت مع بييّ وإخواتي اللّي اشتغلوا وساعدونا. كنّا أحسن من غيرنا. وبهيديك الإيّام كتير ناس جاعوا، بس كنّا ندبّر حالنا، وتعلّمنا من الأزمات.

واليوم بقول: الله يساعد العالم بهيدي الأزمة، يمكن وضعنا أحسن من غيرنا، ومع هيدا متضايقين. الله لا يقطع حدا من المصاري، وانشاالله الميسور يتطلّع بجارُه وخيُّه اللّي عايز.