قصة ناجي شاوول يوثّق القصّة التلميذ جو شاوول من مدرسة سيّدة المعونة الدائمة – فرن الشباك

لمّا بتوقع الحرب، المواطن العادي ما بيعود يهمُّه إلّا كيف يخلّص حالُه ويخلّص عيلتُه. وبين الملجأ والمطار أو المنطقة اللّي حا يهرب عليها… في طريق، وهالطريق مزروع ألغام وقتل وحبس وخطف. واللّي مكتبلُه عُمر ما بتقتلُه شِدّة، وبتكون أمُه داعيتلُه. وحكايتي اليوم عن رحلة الهروب من الموت.

إسمي ناجي شاوول، عمري خمسين سنة. بحزيران سنة 1982، كنّا ببيتنا بالغربيّة، وتحديدًا بالحمرا. سمعنا صوت طيران وانفجارت عنيفة، تبيّن إنّه الطيران الإسرائيلي عم يقصف المنطقة الغربيّة. سيطر الخوف والرعب علينا، متل شي ما بينوصف.

نزلنا عالملاجئ وأخدنا معنا شويّة أكل وبطّانيّات، وبقينا أنا وأهلي 15 يوم بالملجأ. ما نعرف اللّيل من النهار، والشمس ما توصل لعنّا، وصوت الطيران والقنابل هوّي الوحيد اللّي نسمعُه. مات كتير ناس، وتشرّد عدد كبير منّن، وصارت الحمرا مدينة أشباح. كانت إيّام صعبة كتير. نشرب من مَيّة الخزانات وناكل الخبز المعفّن لنسد جوعنا.

بعد 15 يوم، هِدي الوضع، وقرّرنا نروح عالبقاع.  كان عنّا سيّارة فولزفاغن. قعدنا فيها وكنّا ستّ أشخاص، وكان معنا غراض… قرّرنا نهرب من الجحيم اللّي عشناه.

انتقلنا وكانت كلّ السماء سودا، والجتت عا جوانب الطرقات. وبعد سبع ساعات من التعصيب والرعب والصلا لنوصل بأمان، وصلنا وارتحنا، وكان السلام بيعمّ البلدة.

كانت من أصعب الإيّام اللّي عشتا، والجيل الجديد ما لازم يعيشا. ونصيحة مهمّة، مهما ساءت الأحوال، ومهما حصل، لازم ما نوقّف الصلا، لأنّا بتحقّق المعجزات.