قصة فاطمة أيّوب يوثّقها التلميذ علاء علي نجّار من مدرسة القديس جاورجيوس – الحدث

لبنان حلو، بلد سياحي بامتياز، بتبرمُه كلُّه بنهار واحد أو نهارين. بس لما بتوقع الحرب، البرمة بلبنان ما بتعود أبدًا بس ومشوار… بتصير خوف من الحواجز والمعابر، لما الدين يصير تهمة.

فاطمة أيّوب، عمري 67 سنة، كنت ساكنة بحيّ السلّم بالضاحية الجنوبية. مرقت علينا ظروف صعبة كتير وقتها، يعني كان عادي إنّو نكون قاعدين بالبيت وما نسترجي نطلع لبرّا من الرصاص والتقنيص والقذايف.

وفي يوم، قرّرنا أنا وجوزي نطلع عالجبل، لنبعّد عن الأجواء. ونحنا وطالعين عالبقاع، فجأة بتوقع قذيفة قدّامنا، ما عدنا قشعنا شي من الغباير. ساعتها غيّر جوزي الطريق وكمّلنا من طريق تانية عالضيعة.

 قعدنا فترة زغيرة بالضيعة وقلنا بدنا ننزل عا بيروت عنّا شغل وبدنا نشوف البيت، وإجت معنا أمّي لأن خيّا (خالي) كان متصاوب. ونحنا ونازلين، بالشرقيّة عالطريق كلّا جبال ووديان. وقبل ما نوصل، واحد زلمي بيقول لجوزي وقّف ورجاع. فا بيسأل جوزي ليش؟ بيقلّوا عاملين حاجز. وأنا كنت حاطّة عا راسي وأمّي حاطّة عا راسها. إجا جوزي قلّي شيلي عن راسك. شلت أنا عن راسي، وأمّي مرا كبيرة، قلّا جوزي: يا مرت عمّي شيلي عن راسك. فشالت أمّي عن راسا. ونحنا وواصلين لتفتنا عالحاجز، كان الحاجز عم ينضبّ ساعتا. وبعدها سألنا وعرفنا أنُّه المسلم عم يقتلوه ويزتّوه تحت الجسر. فضلّينا مكمّلين حتّى وصلنا عالمستشفى عند خالي.

وهيك عشنا حياتنا كلّها رعب، على أمل الجيل الجديد يعيش إيام أحلى.