قصّة شوقي أبو عاصي توثّقها التلميذة تيريزا أبو عاصي من ثانوية سيدة المعونة الدائمة – فرن الشباك

كتار بيحكوا عن الحرب الأهليّة بلبنان من ناحيتُن، من ناحية اللّي عانوه، اللّي شافوه وعاشوه. بس مش كتار يللّي بيحكوا عنها كيف بلّشت، وبين مين ومين، وشو كان يصير خلال المعارك.

رح خبّر قصّة عن لبنان الكبير بمناسبة ميّة سنة على تأسيسُه، قصّة أليمة، قصّة حرب قسّمته لكونتونات، كل حزب إلُه منطقتُه، لحتّى صفّى لبنان الكبير، زغير مقسّم مشرذم.

إسمي شوقي أبو عاصي، عمري 65 سنة، من مواليد العبادية، وساكن بفرن الشبّاك ـــ عين الرمّانة. 

لمّا بسمع عبارة لبنان الكبير، بيخطر عبالي إنّه وقت تأسّس لبنان، كان زغير، وانضمّت إلُه  مناطق تانية وطوايف تانية وتوحّدوا. وصار لبنان الكبير.

لمّا كان عمري 15 سنة، بلّشت الحرب الأهليّة. بلشت بعين الرمّانة، بعد قدّاس كان عم يحضرُه بيار الجميّل، وبيتوفّى مرافقُه جوزيف أبو عاصي. وبتنتشر الفتنة. منحمل السلاح، وبيكون المشكل أوّل شي مع الحزب القومي. وبيكونوا جماعة الشيخ بيار ببيت الكتايب. وبالغلط، بتفوت بوسطة من الفلسطينيّين جايي من تلّ الزعتر عا عين الرمّانة. وبيشتبكوا هنّي ويّاها بعد مشكل، وبتصير الحرب بين الكتايب والقوميّين والفلسطينيّين وبتبلّش الحرب. بيسمّوها الحرب الأهليّة. هيدي كانت بـ13 نيسان 1973 يمكن. بالـ75، بترجع بتمتد وبتصير حرب الجبل، وبتتهجّر العيل وبتهرب بالحراش والغابات وبتتغيّر السياسة. بيصير في سياسة أكبر إنّن يزيحوا رئيس الجمهورية ويغيروا السياسة المارونية.

صارت الحرب وما رح تخلص، وبعدها لحدّ هلّاء أثرها باقي. تهجير وما تهجير وعودة ومش عودة، وسياسة ما حدا عم يقدر يحكم مع التاني، ساعة بيتّفقوا وساعة بيختلفوا.

يللّي مبيّن إنّه الشعب اللبناني شعب حيّ، عندُه طموح، عندُه عنفوان، عندُه كرامة. شو ما صار، اللبنانيّي بيرجعوا بيتّفقوا عالقِيم هيدي، وبيرجع بيقوم لبنان. 

بدّي قول كمان إنّه الحرب كان إلها إيجابيّات، واستفادوا منها اللبنانيّين. يعني مثلًا، التهجير من ضيع لضيع، وفي منّن فلّوا من لبنان، راحوا عا أوروبا وعا أميركا. استفادوا إنّن بوقت الحرب تعلّموا. لأنّه بالضِيع النائية بالجبل ما كانوا معلّمين، ما كان في هالعِلم القوي. وقتا هربوا عا فرنسا وأميركا تعلّموا واشتغلوا وجابوا مصاري. وقت خلصت الحرب رجعوا عا لبنان وصاروا ثروة بلبنان: حُكَما ومهندسين ومحامين. هيدي بعتقد الشغلة الإيجابية يللّي صارت من ورا الحرب.

تعرّضنا لحوادث كتيرة لأنّا اشتركنا بالحرب. رجعنا نزلنا قعدنا ببيتنا ببدارو، وصارت الحرب بين الجيش اللبناني (ميشال عون) والقوّات اللبنانيّة بالأشرفية. نزلت قذيفة، وانصابت الوالدة. ما فينا نقطع، طلبنا الإسعاف، أخدت الوالدة عالأشرفيّة، جمعة ما قدرنا شفناها. وعذاب وزعل ورصاص وقذايف. 

كنت إشتغل حلّاق ستّاتي بعين الرمّانة وساكنين ببدارو. نحنا ورايحين عالشغل، نزلت قذيفة، فا نصبت بضهري وبخاصرتي بشظية من هاون 60. كمان تبهدلنا وتشحططنا وجِعنا، وما في شغل وما في مصاري. هيديك الإيّام كانت صعبة. نشالله ما بتنعاد. أنا ما بتمنّى تنعاد عا الشعب اللبناني، بس إجمالًا، المسؤول بلبنان ما تعلّم لأنّه لليوم بعدا الكونتونات موجودة، ويللّي صار عأساسُه المشكل، بعدُه موجود: كونتون إشتراكي بالجبل، كونتون شيعي بالضاحية، كونتون مسيحي بكسروان، كونتون مسلم بطرابلس. كلّا بعدا نواة للحرب. 

الشعب اللّبناني عندُه كرامة وعنفوان وعزّة نفس. ما بيهدا، ما بيكلّ. إلا ما يرجع، وعندُه إيمان بألله وعندُه هدف إنُّه يصير سلام عالأرض. المِحنة رح تقطع عاللبناني، بدّا وقت وبتقطع إذا صلّوا وإذا شافوا ربّن شو بيطلب منهم. نشاالله خير.