من التراب وإلى التراب نعود
في عبارة دينيّة شهيرة بتقول: أيّها الإنسان، من التراب وإلى التراب تعود. وأنا بقول، إنّه الإنسان قد ما يصير في تطوّر بهالحياة، بتضلّ الأرض ملجأُه الأخير، ولا بدّ إنّه يرجعلا.
قضّينا بالحرب كتير، حصار، وقتل، وخراب، ودمار، وتشريد، وجوع وعطش… بس بالأخير أرضنا يللّي فادتنا. ورح خبّر اليوم قصّة عن أحداث صارت معنا بمنقطتنا إيّام حرب الـ75، وكيف قدرنا نتخطّاها.
إسمي وليام حبشي، وهون عنّا بمنطقة دير الأحمر، خلال الحرب الأهلية بلبنان، تعرّضت المنطقة لحصار من قبل الأحزاب اليسارية من ناحية السهل، وما كان عنّا بهالسهل طريق مفتوحة، وما عاد حدا يقدر يروح لا عا زحلة ولا عا بيروت. صفّينا محاصرين، ومن ناحية عيناتا (الشمال) ما في عنّا إلّا طريق عيناتا ــ الأرز، وهيدي الإشيا صارت بأوّل فصل الشتي، وهيدي الطريق بتتسكّر، بيتراكم عليها التلج كتير، يعني بتتسكر بالتلج ستّة أو سبع أشهر. يعني المنطقة صارت محاصرة لفترة ستّة أو سبع أشهر بفصل الشتي، من ناحية الشمال بالتلج، ومن السهل من قبل الأحزاب اليساريّة.
تعرّضت المنطقة لعدّة هجومات من قبل الأحزاب، ووقع عنّا ضحايا، وشباب تصاوبوا إصابات طفيفة، في منّن بعدين توفّوا لأنّه ما كان عنّا شي، لا مستشفى ولا مستوصف ولا صيدلّية، حتّى حبّة بنادول ما كان عنّا نعطيهُن.
بيمرق عالإنسان إشيا كتير، وبالصبر فيه يتخطّاها. ونحنا من ناحية المواد الغذائية إذا حبّة بنادول ما كان فينا نفوّتها، ما كان فينا نفوّت أيّ شي. ما كان حدا يفوت عالمنطقة، ما عاد في حدا، صفّينا محاصرين. بس العالم أوّل شي كان في إلفة ومحبة بين الناس أكتر، كانت تضب عا بعضا، تغار عا بعضا إذا حدا يصرلُه شي، إذا حدا عايز شي. ونحنا بالمنطقة كانت نوعًا ما العالم تستعمل أراضيها وتتّكل عالإنتاج الزراعي، وبتأمّن مونتها والخبز والإشيا التانية من أرضها، وبتاكل من الإنتاج تبعها، وتخلّت عن كلّ الإشيا اللّي كانت تستوردها لأنّه ما بقا في مجال تجيب من برّا.
الجيل الجديد لازم يتعوّد، الإنسان بيمرق بمطبّات كتيرة، منّا حلوة ومنّا مرّة. وهيدا الجيل اللّي عنّا ما عاد يشعر بخيّه الإنسان، بدّه يرجع أوّل شي لربّه، لإيمانه، لذاته، ليشعر بالمجتمع اللي حواليه شو عنده. إذا كان حزنان يحزن معه، فرحان يفرح معه. والعالم لازم ترجع لأراضيها، اللّي عنده أراضي يستعملا، ويحاول إنّه يكون عنده إنتاج زراعي يكتفي منّه نوعًا ما إكتفاء ذاتي. لأنّه ما فيه يضلّ بحياته عطول يتّكل عالمستورد. الناس لازم ترجع تتّكل عا حالا.
لا تعليق