ع إيامنا
إيّام زمان، ما كان في فرق بين مسيحي ومسلم، ولا بين ابن منطقة وإبن منطقة تانية. كان الخير يعمّ الكلّ. وكانت الحياة بسيطة… بس حلوة. ورح خبّركّن، أنا سجيعة بو يونس، خبريّات صارت معي بحياتي من 87 سنة.
كنّا قاعدين باليمّونة، كانت العيشة من العمر، كانت العالم تحبّ بعضا، إذا العالم كلّا ألّشت (أي حصدت) وبعد في شخص واحد، يطلع الحوّاط عالسطح ويحوّط: يا هو، فلان بعدُه بالسهل مأخّر ساعدوه. أنا بس روح اليوم عاليمونة بيصيروا يعيطوا لبعضن: يا هو، سجيعة هون، تعوا. وبيتجمّعوا عليّي وبيلاقونا أنا وولادي بالأهلا والسهلا. كنّا مبسوطين، قد ما نتعب بالحقلة كنّا نجي آخر النهار نغسل ونرتاح ونروح نرقص وندبك، كأن ما مرق علينا شي لا حقلة ولا غيرا. كانت العيشة حلوة، كان في خير، هيدي البيادر هون كانت كل عرمة قش عليها ولا التانية.
وبالعرس إيّام زمان، يبرموا عالبيوت يحملوا الطحنة، هيدي طحنة العرس تا يروحوا يطحنوها، الدبك والرقص والزلاغيط تضلها تا توصّل الطحنة عالمطحنة، وبس يطحنوها، يحملوها ويرجعوا ويصيرو يبرموا عالبيت، وكل مرّة يحطّولا صحن زبيب وصحن خرّوب وصحن جوز وقضامي ويروحوا عالسهرة. وليلة الحنّة يحنّوا إيدَيْن العروس، وكنا زغار نصير ندحش إيدينا تا يحنّولنا، ويدور المِجْوِز والرقص، واللّي بدُّه يرقص ويغنّي بالدور. عند المسيحية كانوا ياخدوا عالكنيسة تا نقول أخدوا عالدرب هاي ما يردوا عليا، يجيبوا من غير طريق، قال ما بيسوا الدرب اللي راحت عليه تجي عليه. هيك كانت العراس حلوة، 40 يوم داير العرس وهالعالم بالحقلة تخلص تغسل وتروح عالسهرة.
وكنّا نحضر أعراس عند الإسلام، لمّا يجيبوا عروس من طاريا نروح مشي، كانت العالم تروح مشي ويحملوا الجهاز عالهودج عالجمل وهيي يركبوها عا فرس. ما كان في فرق، كنا نروح لعندن ويجوا لعنّا. يللّي يجي عالضيعة يقول يمكن هالضيعة كلّا مسيحية ويمكن كلّا متاولة. ما منعرف المتوالي من المسيحي.
كنّا نخبز عالتنّور، نجيب ملح قاق، ندقُّه ونجيب ترابة، أنا إشقعلن التنّور بطحاح ونكسّي وبس بدنا نكسّي نجيب نبخرُه، نعبّي قصرينة وندخنُه ونغطّيه عا يومين تلاتة، ونجي نحنا ونبلّش بالخبز، وتجي النسوان هيدي ترقّ وهيدي تشيل من التنّور.
كانت العيشة الحلوة، كنّا نقول الصبح: يا فتّاح يا رزّاق يا مقسّم الخير والأرزاق، تصبحك الملايكة تصبحك الطيور تصبحك الصخور تصبحك الدني بالأربع قطاريها والوحوش بوكاريها، يصبحك مار بطرس وبولس وجميع قديسيها.
كان عا إيّامنا في طاعون، في جراد، كنّا نروح نطبّل عالتنك ونطلع بالفلا يحجب نور الشمس. كنّا نطبّل ونقول إجاك السمرمر يا جراد، ونلقط ونحط بالتنك تنعبيها منيح، نبحش جورة بالأرض ونجيب سيكون ونولعُه، ونحرق الجراد كلّه، وبس يفلّ ويجي الجراد الزحّاف. ما حدا فيه يضهر من بيتُه والجيش مطوّق الدني ويحطولُه سم.
لا تعليق