قصّة إيلي سليم فرح توثّقها التلميذة لونا بلشي من مدرسة القلب الأقدس الفرير – الجميزة

لبنان اليوم، صار عمرُه ميّة سنة. ميّة سنة بهالعمر كتار، مليانين أحداث، مليانين ذكريات، مليانين مواقف وشخصيّات. لبنان الكبير اللي نولد سنة 1920، زغير بالمساحة، بس هالمساحة شهدت عا حروب الدني كلّا، وأهمّا الحرب العالميّة التانية.

إسمي إيلي سليم فرح، من فرن الشّباك، مجوّز وعندي بنت. ومن التاريخ، عرفنا إنُّه بعد ما خلصت الحرب العالمية الأولى، وكان لبنان تحت الحكم العثماني، إجا الجنرال غورو وأعلن بأوّل أيلول سنة 1920 دولة لبنان الكبير، وانرسمت حدودُه وصارت بيروت العاصمة، وصار تحت الانتداب الفرنسي.

رح خبّر عن الحرب العالميّة التانية، اللّي صارت بالعالم كلُّه، وأكيد لبنان تأثر فيها. بس أعلنوا الحرب، نحنا طلعنا عالجبل بكسروان، عالقليعات، قعدنا مرتاحين هونيك. ما كان في عنّا قصف، القصف كان يصير عالساحل، عالمرفأ مطرح ما في المنشآت البتروليّة. كنّا نحط عا ضوّ السيارات دهان أزرق وعالشبابيك كمان. كان ممنوع، يا منطفّي الكهربا يا مندهن القزاز أزرق، منشان الطيّارات ما تشوفنا أو تقرّب علينا عالجبل وتنبش وين بدّا تقصف.

ما كان في مجاعة متل الحرب العالميّة الأولى، وتلقّينا خبر انتهاء الحرب واعتبرناه عظيم.

هون بلبنان، أخدنا 8 إيّام فرصة منشان خبر انتهاء الحرب، وضهرنا، المحلات تبع الأكل كلّا تضلّا فاتحة ليل نهار، ننزل ناكل ونشرب لعبكرا.

ومرّة رحنا عالساحة مطرح ما كانت الجنينة اللّي راحت هلّاء، صاروا يضوّوا أسهم ناريّة، والسهم يطلع لفوق ويعمل شمسيّة حلوة. نضلّ للصبح ما نسرّب. إيه، تلقّينا الخبر ونحنا كتير كتير مبسوطين.

بنصح الناس اليوم إنُّن يحافظوا على حالُن لحتّى يقدروا يمرقوا هالأزمة بسلام، وبقلُّن إذا ضلّيتوا هيك بدكُن توصلوا لوقت بصير في خطر عليكُن. ما حدن سائل، وهبطت القضيّة، وصار الجوع هلّاء وسحبوا الدولار من الأسواق، والتجّار فلتوا.

لازم نحافظ عا حالنا لأنّه هيدا المرض اللّي إسمُه كورونا هيأتُه مرض طويل، خلّونا منتبهين، ونحطّ عا وجوهنا كمّامات منشان نأمّن تا نقدر نقوم بخدمة المرضى وبخدمة المنصابين يللّي هنّي منّا وفينا. وبالنسبة للغلا والفقر، خلّونا نطوّل بالنا، لأن ما في أزمة إلّا وما مرقت وراحت.