قصّة جمال صعيدي وسمر عواضة توثّقها  مريم سعد من مدرسة إيست وود كولدج – بشامون

القصّة اللّي رح نخبّرها عن لبنان، غير. قصّة انتقال من توثيق الدمار القتل والتهجير، لتوثيق الجمال والنعمة. قصّة انتقال من مهنة إلها علاقة بالحروب، لمهنة إلها علاقة بنضال من نوع تاني… نضال من أجل الطبيعة، من أجل البيئة… من أجل لبنان. 

القصّة اللّي رح نخبّرها عن لبنان، أنا ومرتي… غير.

إسمي جمال صعيدي، عمري 63 سنة، ومن سكان بيروت. 

وأنا سمر عواضة، عمري 56 سنة، من الجنوب وساكنة ببيروت.

جمال: ببداية الحرب الأهلية اللبنانية، كنت شارك بتظاهرات، بلّشت الحرب سنة 1975، ووقسم كبير من رفقاتي حملوا سلاح ونزلوا عالمعارك. بالبداية، أنا كمان كنت كتير متحمّس وبدّي إنزل مع رفقاتي. بس صار في اعتراض من العيلة، وإخواتي قالولي: يا جمال، خود كاميرتك وصوّر رفقاتك. إنت بتصوّر، ليش بدّك تقاتل؟ بلا قتال ما بالضرورة يكون في دم. 

أنا كان عندي هواية التصوير ومن طفولتي عندي كاميرا. فمن هون بلّشت بالتصوير الصحافي وصرت صوّر رفقاتي والمقاتلين وروح معهُن بشكل دايم عا خطوط التماس. وبعدين صرت إنشرلُن صوَرُن بالجرايد.

سمر: خطبنا وتجوّزنا وجبنا ولادنا بالحرب، ما كن كتير هيّن إنُّه أنا كون زوجة مصوّر صحافي، لأنُّه نوعية العمل تبعُه كانت بتعرّض حياتُه كتير للخطر. لبنان كان وضعُه كتير صعب، ودايمًا عايشين بحالة خوف وقلق عا جمال.

جمال: كنت روح صوّر المعارك عا خطوط التماس خلال الحرب الأهلية اللبنانية، عدا عن الاعتداءات الإسرائيليّة، وتصاوبت مرتين: مرّة بإنفجار ومرّة خلال الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982. بعدين صرت سافر تا غطّي الاشتباكات اللّي تصير ببعض الدول العربية متل السودان واليمن والعراق. والذروة الكبيرة كانت من سنة 1991 لسنة 2004، كنت ضل روح عالعراق، وهونيك تعرّضت للخطف عا إيد ميليشيات عراقية، ورجعت عا لبنان وصار عندي انهيار عصبي كبير.

صرت اتعالج، واكتشفت إنّي لازم غيّر الصورة. فا قرّرت انتقل من الصورة اللّي كلّا دم وقتل وعنف، للطبيعة اللبنانيّة.

سمر: بعد فترة علاج طويلة، وصلنا إنّه جزء من العلاج إنُّه لازم جمال يطلع عالطبيعة ويروح عا محلّات فيها هدوء وفيها خَضار وشجر. هالشيء خلّانا نكتشف لبنان من الشمال للجنوب للبقاع والجبل. وحصيلة هالجولات، عمل جمال كتاب عن لبنان بعيد كتير عن صوَر الحرب والدمار.

جمال: هالكتاب هوّي رسالة للشباب اللبناني إنُّه لازم يحافظ عا طبيعة لبنان وعا جمال لبنان. وفيه بحكي عن المدينة والجبل وعن المناطق اللّي فيها سياحة.

سمر: الكتاب بيضوّي عالمناطق اللي فيها مي بلبنان، وبيضوّي كمان عالإهمال ببعض المناطق. وهوّي رسالة تا نشوف لبنان منيح ونشوف جمالُه. لأنُّه في قسم  كبير من اللبنانيّة ما بيعرفوا لبنان بكل المناطق، وما بيحافظوا عا طبيعتُه, وتحديدًا نحنا ما عنّا معرفة بالبيئة المستدامة أو ما عنّا ثقافة بيئيّة. الموجود عنّا هدر وبس، هدر ميّ، وهدر طاقات، وحرايق بتبلّش وما بتنتهي. وزبالة محطوطة بالطرقان.

جمال: هيدي رسالتي ومن بعد الكتاب الأوّل عملت كتاب تاني، وأنا هلّاء مهتم بموضوع البيئة، وإنّه لازم اللبنانيّة يعرفوا أهميّة البيئة والتنوّع البيئي والطبيعة والطيور.