قصة الأخت فيليكس خوري يوثّقها التلميذ روي خضرشاه من مدرسة السيدة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات – ساحل علما

هيدي مش حكاية. هيدا سرد بسيط لتاريخ بلد زغير بمساحتُه، كبير بمميّزاتُه. بلد عانى شعبُه كتير، بس هالشعب عرف دايمًا كيف يتخطّى الصعاب والمِحَن.

حكايتي، أنا الأخت فيليكس خوري من راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، هيّي عن لبنان.

أجدادنا عانوا من الحرب العالميّة الأولى سنة 1914، اللّي قسيت عليهن كتير، من قتل، جراد، فقر وجوع، ورغم هالشي تخطّوا الحرب وكمّلوا مسيرة عمرُن. وكانت قوّتُن تجي من إتّكالُن عالربّ معين البشر.

كمان عانوا بالأربعينات من الحرب العالميّة التانية، وكمان بقوّة راجائُن قاموا من جديد وكمّلوا المسيرة، لحتّى إت حرب الـ1975، اللّي امتدّت تلاتين سنة.

كان لون هالأحداث من أقسى الألوان اللّي مرّ فيها لبنان. قذايف، تهديد، وقتل عالهوية “إذا مش من ديني أو من حزبي لازم تموت”. حواجز تقطع المناطق عن بعضا لفترات طويلة، وكان الخطف عالهوية والطايفة. وقلّة المواد الغذائيّة الأساسيّة. انفقد البنزين والمازوت (التدفئة)، والتلفون (التواصل) لسنين. ولكن، رغم كلّ هالشي، اتّكلنا عالربّ وكانت شبيبتنا بمدارسنا رائدة بالعمل الإجتماعي والإنساني اللّي هوّي الهدف الأساس.

المدارس سكّرت لفترات طويلة، ووقتا ما كان في إنترنت للتدريس عن بُعد، وما كان في أيّ وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.

لقينا وقتا حلّ، ودرّسنا سنة الـ1975 و1976 سنتين بسنة وحدة. حقّقنا أهدافنا بفضل وعي الطلاب والأهل والمدرّسين. وما فقدنا الأمل أبدًا.

الشعب تحمّل كتير مآسي، بس رجع انتفض أخيرًا ضدّ الطائفيّة البغيضة، وحمل جراحُه وكمّل الطريق واتّكل عا قدراتُه وعا الخالق.

وهلّاء، إجتُه الأوضاع الاقتصاديّة الموجعة، وكمان أزمة “كورونا” الصحيّة العالميّة. وعم نشوف بعيونّا مؤسّساتنا عم تنهار، وهالشي بيخلّي نسبة البطالة تزيد، وكمان بيزيد والفقر واللّجوء للهجرة.

منيأس شي؟ أكيد لاء، لأنُّه إلهنا إله الرجاء والأمل، وشبيبتنا هنّي ولادنا وهنّي أملنا الوحيد. 

على وعيُن منتّكل، وبقدراتُن منوثق وعليُهن منراهن. وبقلُّن: “تعلّموا من اللي عم تشوفوه من بؤس في مسؤولينّا، ابنوا وطن يليق فيكُن وبولادكُن، ولا تلحقوا المال والشهرة والسلطة، وحضروا حالكُن لإدارة بلدكُن بكِبَر وبكفّ نضيف. ما تخافوا، وما تيأسوا، واشتغلوا سوى تا توصلوا صوتكُن، صوت الحقّ، بطرق سلميّة حضاريّة، مش بالعنف”.

لبنان بلد بيستاهل نضحّي مشانُه. وأهلنا بيستاهلوا يعيشوا حياة رفاهيّة مع ولادُن.