قصة ليندا ماضي توثقها لونا ملاح من مدرسة راهبات البيزنسون – القديسة حنة – بيروت 

الحياة فيها الإيام الحلوة وفيها الإيّام المرّة. وإذا الإنسان بدّه يبقى عايش المآسي، رح يبقى بماضيه وما يطلع منُّه تا حتّى يموت فيه. الإنسان المفترض فيه دايمًا يتطلّع لقدّام، ياخد عبرة من الماضي، ويصوّب عينُه عالمستقبل، ويخلّي الأمل ببكرا دايمًا موجود.

قصتي اللّي رخ خبّركن ياها مش عنّي، هيّي عن رفيقة عزيزة كتير على قلبي، ساعدناها تا ما تدفن حالها بالماضي اللّي كان أليم… أليم كتير.

اسمي ليندا ماضي من بكفيا، وعمري 64 سنة. بتذكّر كتير مرق علينا، كانت ظروف كتير صعبة، وفي شغلة جرحتني. بتذكّر كنت تاني سنة جامعة، وكان معي شبّ إسمه سعيد، وكان صحبة مع رفيقتي الحميمة ريتا، انصاب وانقطشت إجرُه وفات بغيبوبة.

بعد فترة، اتحسّن سعيد ورحنا شقّينا عليه. ريتا ما تركته ولا لحظة، مع إنّه أهلا كتير كتير شدّدوا عليها. بوقتا الأهل ما كانوا متفهمين كتير، إنّه كيف بدّا تضلّ مع شب انقطشت إجرُه وفات بغيبوبة؟ وهي بعدا زغيرة؟ بس ريتا ضلّت معُه. بس سعيد رجع فات بغيبوبة بعد فترة وهالمرّة مات. ريتا كتير تأثّرت وفاتت بحالة ضغط نفسي، وجرّبت مرتين تئذي حالا، بس نحنا كنّا حدّها وساعدناها وتخطت المرحلة بفضل الدعم. وهلّاء ريتا مجوّزة وعندا تلات ولاد، وجوّزت ولادا.

كتير تأثّرت أنا، لأنّي كنت جوّا القصّة. تخطّيتا معا، ما كنّا بعدنا معوّدين عالموت هيك بقوّة، إنّه الموت كان جديد علينا، كان على أساس إنّه الكبار بيموتوا. بس الوقت بينسّي، كل شي مع الوقت بيزغر، الأحزان، والإنسان بيقاوم.

قصّة ريتا هي قصة مصايب الحرب. الحرب اللي علّمتنا إنّه ما شي بيدوم بالحياة، كلّه بيمرق، لازم الواحد يضلّ متسلّح بالأمل، لازم يفكّر ببكرا، ما يتطلّع لَوَرا، الماضي بيروح.

ظروف الشباب اليوم صعبة، لازم يخلّوا إيمانهُم قوي، ويضلّن صامدين، ويضلّوا دايمًا تحت سقف القانون، ويكونوا طموحين، ويحققوا إشيا بالمجتمع.

إذا ما في أمل بتوقف الحياة، بيقولوا: “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”، الأمل بيعطي رجا وإيمان وطموح. شباب اليوم لازم يعيشوا وينبسطوا ويفرحوا، ومن كل خبرة بشعة يطلعوا شي حلو. ويضلّن يشتغلوا للمجتمع لأن هالشي بيعطي قيمة للحياة.