قصّة محمد الزين يوثّقها التلميذ هاني أبو ضاهر من مدرسة البيزانسون – بعبدا

لما إنسأل عن شغلات صارت معي بحياتي، ما فيّي إلّا ما إتذكّر طفولتي، وضيعتنا، وكيف رحت فتّش عا شغل تا عين بيّي… وأكيد كيف تطوعت بالجيش… المؤسّسة الأحبّ عا قلبي.

إسمي محمد نجيب الزين من ضيعة الزعرورية بإقليم الخرّوب، مواليد سنة 1928. بس إسمع عبارة لبنان الكبير قلبي بيفرح.

أنا زلمي خلقت بهالضيعة، ودّاني بيّي عالمدرسة، وصرت إتعلّم. كنّا نتعلّم بأوضة وحدة أو تحت السنديانة. وكان عنّا إستاذ يجي من المقاصد. لمّا صرت بالابتدائي ما قدرت كفّي بسبب ضيقة الحال، وما فش مصاري بتكفّي تا إنزل عا صيدا وعا بيروت متل بعض رفقاتي المكتفيين.

قلّي بيّي: بدّي آخدك معي عا زحلة، كان كل أهل الضيعة يتاجروا بالزيت. بقا أخدني معُه بدُّه يعلّمني صنعة الكندرجي عالحديد، وكان عمري شي 14 سنة. وفتنا عند المعلّم وصار يعطيني بالجمعة كلّا 3 ليرات لبنانية، ويزدلي كل شهرين تلاتة ليرات. ما حبّيت المصلحة، رجعت عالضيعة، كمان قلّي بيّي: بكرا بتروح مع عمّك تبيعوا زيت، لتشتريلك شي جحش أو حمار وتطلعوا عا البقاع فوق تبيعوا زيت. قمنا شترينا حمار، وطلعت انا وإبن عمتي سعيد الزين من الضيعة عالباروك، نمنا هونيك ليلة، وتاني ليلة طلعنا عا زحلة، وهونيك كان في مستودع لأحمد الدبور، شترينا زيت من عندُه. 

بعدين فكّرت إعمل عسكري بالجيش، قالولنا في دورة جيش بدير القمر، قلت بدّي إطلع، وقامت القيامة، إمّي ما كانت تخلّيني، قمت كسرت الصحون بالفيترينا وهربت، وبعدين رجعت عالضيعة أمّنت الوراق المطلوبة وطلعت عا بيت الدين وعا دير القمر أنا و كم واحد من الضيعة. طلعنا بكّير مشي، والدورة كانت الساعة 7 الصبح. وصلنا عاللّجنة وسجّلت إسمي وفتت لجوّا، عملولنا فحص ونجحت أنا وكم واحد. ونزّلونا عا بيروت على ثكنة فخر الدين، كانت بمار الياس، وحطّونا هونيك.

قضّينا دورة الأغرار تلات أشهر، صاروا يعلمونا عالسلاح والرياضة، وياخدونا عمدرسة القتال نعمل جولة مقاتل، ومرّة مشينا سير طويل، لحدّ جزين، ووصلنا للقاسمية عا طريق صور.

كنّا مبسوطين لأنُّه كان في نظام، والبيت اللّي ما فيه نظام ما فيه حياة، بيفرط. فا كيف عا صعيد دولة؟ متل دولتنا اليوم، ما فيها نظام، كل واحد يا ربّي حالُه. منتمنّى إنُّه لبنان يرجع متل ما كان ونحبّ بعضنا.