قصّة جهاد الأطرش توثّقها التلميذة ساجدة الشوم من ثانويّة حسين مسعود الرسميّة المختلطة – بشامون

لبنان هوّي الوطن، هوّي الوطن اللّي إلُه تعريفات كتيرة، بس أهم تعريف هوّي الهوية للإنسان. مش مهمّة مساحة الوطن، كبيرة أو زغيرة، المهم الشعوب اللّي عاشت فيه وشو عطت لهالوطن وشو تركت فيه.

إسمي جهاد الأطرش، من مواليد راس المتن سنة 1943، ساكن حاليًّا براس المتن وبتخنيه والشوف، يعني أماكن تلاتة بتردّد عليها. ومعي إجازة بالفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت العربية، وتخرّجت مع بداية الحرب الأهليّة سنة 1975.

ما رح إحكي كتير عن إشيا صارت معي، بس بدّي إحكي عن لبنان من منطلق عام، وبحب قول إنُّه الأوطان العظيمة بتنقاس بمدى تطوّرها العلمي والفكري والثقافي، ومدى تفاعل أبنائها مع الآخرين. بتنقاس بعبقرية الإبداع، وبمدى تطور الوعي العام. لبنان الكبير بينقاس بتراثه، بحضارته. لبنان هوّي اللّي أطلق الحرف، وعاصمتُه بيروت كانت أمّ الشرائع، ورجاله تركوا بصمات خالدة بكلّ الميادين عالميًّا وإقليميًّا ومحلّيًا. وكمان في نسوان تألّقوا  بسماء الفكر والأدب والثقافة.

سنة 1996، تعرّضت لأزمة قلبية قويّة، ونقلوني لمستشفى عين وزين، ويمكن الحياة فارقتني شوي، بس الحمد لله، رجعت عشت. بس هالشي سبّبلي فقدان جزء كبير من الذاكرة، وذاكرتي كانت فعلًا مليانة بالأدب والعلوم والفلسفة. ولكن، كرمال إمّي وبناتي وإخوتي، تسلّحت بإرادة قويّة وبإيمان لواجه المشكلة. بناتي كانوا بأستراليا، إخوتي بأميركا، إمّي وحدها كانت تشجّعني تا أصمد وإتغلّب عالصعوبات اللّي واجهتني.

الجيل الجديد لازم يكون عندُه أمل بالحياة، أمل بالهدف اللّي بيسعى لتحقيقه. كلنا عنّا أدوار بالحياة: إذا كنت أب بالبيت، أنا عامل بالوظيفة، أنا عامل بالمصنع، أنا أستاذ بالمدرسة، أنا طبيب بالمستشفى. كلنا عنّا أدوار، ولازم نقوم فيها بكل إخلاص.

لبنان التاريخ الحيّ، يعني إنّه يكون في إستمرار للّي انطلق فيه لبنان من فكر ووعي وحضارة وثقافة. ونحنا مستمرّين بهاللبنان المزدهر اللّي بيسعى للتقدّم والارتقاء دايمًا بكلّ الميادين: الاستشفاء، الجامعات، الصحافة الحرّة، الإعلام الحرّ، التآخي والتعايش، المعالم الدينية والسياحية. لبنان بيستحقّ منّا كلنا إنّا نحافظ عا طبيعتُه، وعالبيئة. لبنان وطن عظيم لازم نحبُّه ونحترمُه.