قصّة جوزيف بو ناصيف توثّقها التلميذة  كارين هاشم من مدرسة راهبات البيزنسون القديسة حنة – بيروت

مهما كانت الأسباب، بتبقى الحرب بشعة بنتايجا. الأسباب ممكن تكون كتيرة ومختلفة بين بلد وبلد، بين منطقة ومنطقة، بين زمن وزمن… بس النتايج وحدة بكل بلد، وبكل منطقة، وبكل زمن: قتلى، جرحى، مشرّدين، دمار، خراب، والأهم… مستقبل مجهول.

بمناسبة مئويّة لبنان الكبير، أكتر شي ممكن يتذكّره اللبناني، هيّي الحرب الأهليّة. وبحكايتي اللّي رح إحكيا، رح ضوّي على إشيا قليلة من اللّي تعرّضلوا اللبنانييّن بهالحرب… اللي صار معي ومع عيلتي، نموذج زغير. 

إسمي جوزيف بو ناصيف، عمري 63 سنة. الحرب كانت قاسية كتير عالكلّ، وكلّ العائلات مرّت بظروف صعبة. القصف كان حوالينا من كل ميلة، والخوف من الموت والكوارث كان مسيطر علينا، والهريبة عالملاجئ كانت كمان مسيطرة عالقلوب.

أقسى شي عاشته عيلتي كان فقدان خيّي اللّي مات بسبب القصف، وهالشي ولا يمكن يتعوّض. مأساة غيّرت مجرى حياتنا، وغرّقتنا بحزن عميق، خاصّةً بالنسبة لأمّي اللّي بعدها لليوم عم تعاني بسبب هالشي.

كمان انصاب بيّي بإجرُه، وبقي يتوجّع من إصابته لمدّة طويلة.

أكره الحلول بين البشر هيّي الحروب، وبنصح الجيل الجديد إنُّن يبتعدوا أقصى البعد عن العنف والكراهيّة، وإنُّن يقوّوا عندُن فضيلة احترام حريّة الآخر والإلتزام بالمبادئ الأخلاقيّة.

بالنسبة إلي بس الأمل بالله بيخلّي الإنسان يتجاوز مراحل مأساويّة متل اللّي صار معنا. كمان بنصح الشباب ما يلحقوا الأحزاب ويبتعدوا عن الطائفيّة. وبوصّيهن كمان إنُّن يشتغلوا تا يأسسوا وطن بعيد كلّ البعد عن التبعيّة لقادة بينصبوا حالُن عليهُن من دون استحقاق.

الشباب هنّي نواة المستقبل الجديد، لذلك لازم يرجعوا أمجاد الوطن.