يا زمان الطائفية
من نكد الدهر، لمّا يصير إسمك تهمة، هويتك تهمة، وطايفتك تهمة، وإنّه يجي وقت تخاف تقول شو إسمك أو من أيّ منطقة إنت. كل هيدا صار خلال الحرب الأهلية اللبنانية وكانت من أبشع المراحل يلّي مرّ فيا الوطن من وقت إعلان لبنان الكبير سنة ١٩٢٠.
إسمي جورج أبو حيدر، مواليد سنة 1933. بدّي إحكي عن اللّي صار معي بالحوادث.
بـ13 نيسان سنة 1975، بعد مقتل ناﺌب صيدا معروف سعد، اندلعت حرب أهليّة بلبنان بين المسيحيّين والمسلمين، وسيطرت الأحزاب بطرابلس وصيدا، وهنّي استلموا الحكم. وأنا كنت باﻟﺘﺤرﹼي، جيت من الدايرة عالبيت، وبعد نصّ ساعة، هجموا مسلّحين عالبيت وحطّوا سلاحن براسي بدّن يقتلوني. كان إبني طوني عمره 7 سنين، صار يصرّخ علين. قلتلّن: يا عمّي أنا مش ماروني. قالولي: شو لكن؟ قلتلن أنا أرثوذكسي من بعلبك مَنّي من هون. قالولي: وين هويتك؟ عطيتن هويتي. قالولي: صحيح إنّك أرثوذكسي! قام باسها وحطها على راسو وقال: ما تواخذنا غلطنا بحقّك. بعد خمس دقايق، رجع واحد منّ المسلحين بدّو يعطي طوني خمس ليرات ،فردّ طوني وقلّو: فك عنّي إنت والخمس ليرات تبعك. نعم، هويتي الأرثوذكسية أنقذت حياتي.
ومن هيداك الوقت، كانوا المسلّحين الطرابلسيين يجيبولي غراض ويحرسولي البيت. ما كنت إطلع. يقولولي: خلّيك بالبيت شو بدّك نحنا منجبلك.
وبهيديك الإيام، المسيحي الماروني يلّي يروح عالمنطقة الغربيّة يكمشوه ويدبحوه. والمسلم يلي يجي من الغربيّة عالشرقيّة يخطفوه ويدبحوه. كانت حرب طائفية بإمتياز… دبح عالهوية، وقصف بالمدفعية حتى انقسم الجيش قسمين يوما: قسم بالمنطقة الغربية وقسم بالمنطقة الشرقية. الحرب فرّقت الناس وهدرت دم كتار… الحرب بشعة كتير.
لا تعليق