قصة خضر رفاعي يوثّقها التلميذ محمد مراد من مدرسة مانر – بعلبك

بمناسبة مرور ميّة سنة على تأسيس لبنان الكبير، وبحُكم عمري الكبير، وبما إنّي شفت وقشعت كتير بهالبلد، وعايشت مراحل حسّاسة مرق فيها لبنان، بحب إحكي عن أمور ما بتنعدّ ذكريات، على قد ما بتنحسب أمور لازم نتكمّش فيها متل التعايش وحبّ السلام، وأمور تانية لازم نبعد عنّا متل الكره والوسايط والمحسوبيّات.

أنا خضر رفاعي، عمري أكتر من تمانين سنة. اللّي بدّي قولُه إنُّه نحنا ناس مسالمين، بس لمّا بتولع الحروب وتتدهور الأوضاع، نحنا اللّي منتحمّل الخسائر، ومنوقع بمشاكل اقتصاديّة واجتماعيّة. وهالحروب بتصير بسبب مصالح خاصة لخدمة دول تانية، بيتدمّر البلد وبيضيع الشعب. كنّا نتخطّى هالمشاكل بواسطة بعض المساعدات، بس بحرب سنة 1958 ما كان في مساعدات، ونحنا جماعة بتحبّ السلام وما عنّا علاقة حزبيّة أو طائفيّة أو سياسيّة مع حدا. كل همنا بناء وإعمار بلدنا لبنان. والإنسان اللّي ما عندُه وطن ما بيكون عندُه شي، وما بيكون عندُه كرامة. ولمّا بينهار الوطن بينهار كل شي.

من مشاكل هالبلد، إنُّه إذا حدا بدُّه يقدّم عا وظيفة لازم يكون مدعوم وعندُه واسطة، أو يدفع رشوة. ورح إعطي متل شو صار معي.

كان عندي ولد كمّلتلُه تعليمُه حتّى شوف عا كتافُه نجمة جيشنا، وعا زندُه علم لبنان. فقدّمتُه عالحربيّة. نجح بالحربيّة، بس ظروفي كانت قاهرة وما معي مصاري، وكان في واحد مدعوم أكتر من إبني، فا شطبوا إسم إبني وأخدوا هيداك.

ربّوا الأجيال عالطائفيّة والمذهبيّة.

زرت دول كتيرة، أجمل من لبنان ما شافت عيني، بس هالبلد لازملُه دولة محترمة.

هالبلد كان مرتاح  كتير، وما مننسى لمّا كانت الليرة تحكي وتواجه عملات أجنبيّة، وكان الشعب عايش ببحبوحة اجتماعيّة واقتصادية. الناس كلّا كانت تزور بلدنا.

برجع بعيد إنُّه لبنان لازملُه دولة تكون قدوة للشعب، وتسنّ القوانين عالجميع.