قصّة سامية عيّاش يوثّقها التلميذ سعيد مزرعاني من ثانويّة الروضة 

متلي متل كتار، عشنا كتير من حياتنا بالحرب. والقصّة اللّي حا خبّرها، مش كلها عنّي، بس حبّيت شاركها. الحرب كانت دايمًا مليانة خوف ووجع وقهر وعذاب، والتوتّر كان دايمًا موجود. كنّا كل الوقت حاطّين إيدَيْنا عا قلوبنا، وما عارفين شو ممكن يصير. 

أنا إسمي سامية عيّاش، وبإيّام الحرب، ولادي كانوا يضلّوا خيفانين كلّ الوقت، وأكتر شي بنتي يللّي ما كانت تقدر تنام باللّيل. كانت دايمًا تشوف منامات بشعة، والخوف ما يفارقها أبدًا. لذلك، قرّرت إعملّا لعبة. بيهداك الوقت، ما كان في كهربا، فا اضطرّيت إعمل اللّعبة تحت ضوّ الشمعة. كنت ضلّ سهرانة كلّ اللّيل بس تا خلّصها. ولمّا خلّصت، عطيتها لبنتي وحبّتها وتعلّقت فيها كتير. صارت تنام حدّا وتاخدها عالمدرسة. كانت هاللّعبة تحسّسها بالأمان وتنسّيها الحرب وأوجاعها. ومرّة، رجعت بنتي من المدرسة وكانت عم تخبّرني إنّه رفيقتها عاملة عيد ميلاد زغير. كانت بنتي كتير حابّة تروح، بس ما كان فيها تجيب هديّة، لأن أوضاعنا المالية بهيديك الفترة ما كانت تسمحلنا. زعلت بنتي وما عرفت شو تعمل، فاقترحت عليها تعطيها اللّعبة هدية. وأكيد بنتي رفضت هالشي، لأن متل ما قالت، هاللّعبة كتير عزيزة عليها. 

تاني نهار، لمّا راحت بنتي عالمدرسة، شافت رفيقتها زعلانة، لأن ما حدا كان قادر يجي عا عيد ميلادها، فما كان من بنتي إلّا وعطتها اللّعبة. كان هيدا شي صعب عا بنتي، بس هيّي حسّت بالفرح لمّا شافت رفيقتها مبسوطة باللّعبة، وكيف إنّه عطتها أمل رغم كل يللّي عم يصير. من وقتا، خوف بنتي قلّ، وصارت تنام أحسن، وبطّلت تشوف منامات بشعة. العطاء شي عظيم. عَمَل زغير بيعمل فرق كبير. لازم دايمًا نساعد ونعطي لأن هالشي بيرسم بسمة عا وجوه الناس، وبيذكّرن إنّه مهما كانت الأوضاع صعبة، وقد ما كانت الحياة قاسية علينا، بيضلّ في أمل. 

حبّيت قول هالقصّة لأن الوضع بهالإيّام ميؤوس منُّه، والناس نفسيّتها تعبانة، وفاقدة الأمل. بس دايمًا يتذكّروا إنّه السعادة والأمل موجودين إذا منتضامن ومنساعد بعض. 

لبنان التاريخ الحي!