قصة عايدة توثقها تانيا بو رجيلي من  ثانوية سيّدة المعونة الدائمة – جسر الباشا

على قد ما بشاعة الحرب بتفرجينا إشيا مش حلوة، بتفرجينا دمار وخراب وتهجير وموت، على قد ما بتمرق فيها قصص بتعلّمنا إنُّه ما لازم نيأس، وإنُّه الضيق بيولّد التكافل، بيولّد الشعور إنّي لازم أوقف حد جاري، وجاري يوقف حدّي تا نتخطّى هالأزمة.

إسمي عايدة من بحمدون. وبدّي خبّر حكاية عن الجبل بإيّام الحرب، الحرب اللّي كانت صعبة بكلّ مراحلها، بس الأصعب كان الحصار بالجبل، تسكّرت كلّ مداخل الجبل لفترة سنة تقريبًا. كنا نضلّ بالملاجئ بسبب القصف، خاصّةً باللّيل.

من زمان، كنّا نعمل مونة كتير، وبيوتنا كان فيها طحين، ونعمل كل شي بالبيت، كمان كنّا نخبز.

بأوائل أيلول سنة 1983، بلّشت معركة كتير قويّة، قصف تلات إياّم ليل نهار. راح وقتا ضحايا حوالي 375 شخص ببحمدون بس، فاضطرّينا نهرب صوب دير القمر بالشوف. وصلنا مشي بعد تلات إيّام، كبار وزغار بلا أكل وبلا ميّ.

لمّا وصلنا وجّ الصبح، فتحولنا بيوت الضيعة، وصرنا كل أربع خمس عِيَلْ نقعد ببيت واحد .أوّل شهر تقريبًا أو أقلّ شوي، قدرنا نشتري من سوق الضيعة، وعملنا موقدة قدّام كل بيت لنطبخ عليها. عا قدّ ما تقدر تأمّن عيلة، تساعد عيلة تانية بالأكل. كنّا نتعاون كلنا كرمال نقدر نطبخ وناكل.

بعد فترة طويلة، قدرنا نتّصل بعِيَلنا ببيروت تا نطمّنن إنُّه نحنا مناح وإنّا موجودين بدير القمر. صاروا يبعتولنا المواد الغذائية مع الصليب الأحمر، فا صرنا نترحرح بالأكل. 

بعد هالحصار اللّي كان مفروض علينا واستمرّ شي تلات أشهر، أمّنولنا طريق على بيروت، قعدنا 15 سنة ببيروت، ورجعنا طلعنا عالجبل تا نعمّر ونزرع من بعد دمار قوي، من دون استسلام. تعاونّا كلنا مع بعض تا رجعنا متل قبل ونقطع هالأزمة بخير. وهلّاء نحنا عايشين مبسوطين ومتعايشين مع بعض كأنُّه ما صار شي.