قصة هيام أعور عبد الخالق توثّقها التلميذة ندى الصايغ من ثانوية عين دارة الرسمية

بوقت الشدّة، إنّك توقف كإنسان جنب أخوك الإنسان، شغلى كتير عظيمة وبتعيش معك للأبد. ولبنان اللّي مرقت عليه أزمات وحروب كتيرة، فرّقت الناس وفرزتُن طوايف ومذاهب وأحزاب وميليشيات، بيبقى فيه هاك الإنسان اللّي ما تموت إنسانيتُه.

إسمي هيام أعور عبد الخالق، عمري 66 سنة، وعايشة بضيعة شارون. وبالحرب صار في مصايب كتيرة: أحزاب وسياسات ومذهبيّة وطائفيّة، وإشيا نحنا كنّا شايلينا من راسنا كلّا، وكنّا نتعامل مع الإنسان كإنسان، نخدم الإنسان كإنسان، نتخطّى شو حزبيتُه وشو طائفتُه، ونعاملُه كإنسان.

صار معي قصص كتيرة إيّام الحرب، مثلاً كانت الميليشيات تقطع طرقات، وناس ما يعودوا يقدروا يفوتوا عا مناطقُن. ياما شفت ناس يكونوا رايحين عا ضيعتُن عا بيوتُن وما يقدروا يوصلوا، كنّا ما نسألن مين وشو إنتو، أو لمين بتنتموا أو شو طايفتكُن أو شي. نعزمُن عالبيت ونستضيفُن عنّا، يقعدوا كم يوم تا تكون فتحت الطرقات، وما نفتح معُن موضوع سياسي أو موضوع طائفي، كلنا نتجرّد من هاالخبريات. نستضيفُن بكل إنسانيّة.

كنّا وبعدنا ضدّ الطائفيّة وضدّ التهجير وضدّ القتل، ضدّ إنُّه الإنسان يضطهد التاني، وضد الخطف. كنّا نحمي أيّ إنسان نشوفُه أو يلتجئ إلنا. وياما صار عنّا صداقات من ورا هيديك الإيام، لحدّ هلّاء بعدُن أصدقاءنا، وإسّا إجا هيدا الوضع بلبنان عن جديد، وإجت كورونا، فالناس كلّا عم تعامل بعضا بإنسانيّة، عم تساعد بعضا، و كل إنسان بيمدّ إيدُه للتاني بالمساعدات وبكل شي.

بتروح إيّام وبتجي إيّام، وبتمرق صعوبات كتيرة عا لبنان، وكل صعوبة لازم اللبناني يتخطّاها بالإنسانيّة. مبدأي الإنسانية والعلمانيّة وعدم الطائفيّة وعدم المذهبيّة. بس بالإنسانيّة بيكون لبنان تاريخ حي. هيدا رأيي وهيك علّمت ولادي، وولادي مشوا عا هيدي المبادئ، وان شالله ولادن كمان بيمشوا عا هيدي المبادئ