أمل بِجيل جديد
لمناسبة ميّة سنة على اختراع لبنان الكبير، رح إحكي شي يمكن ما يعجب أكتريّة اللبنانيّين، بس هيدا رأيي وبدّي قولُه، كوني مقتنع بهالشي.
إسمي….. وعمري…….. من منطقة بعلبك. رأيي المبني على قراءات تاريخيّة، بيقول إنّه لبنان صعب يعيش من دون محيطُه. ولما إجا الاستعمار الفرنسي والإنكليزي بعد الحرب العالميّة الأولى، ما كان هدفُن يحرّروا المنطقة من الاحتلال التركي العثماني. وإلّا ما كانوا قسّموا هالبلاد واحتلّوها شي تلاتين سنة.
بس اللي صار، إنّه وصلنا لدولة زغيرة، إسما لبنان. ولبنان هيدا رغم إنّه زغير بالأرض، بس الخلافات بين أبناؤه بيّنت بسرعة، بسبب نظام طائفي زرعُه الاستعمار قبل ما يفل. وهالنظام، أدّى إلى حروب متكرّرة، أغلبها بين الطوايف اللبنانية. لذلك، وقبل ما كمّل حديثي، حابب قول إنّه أملنا مرتبط بجيل جديد واعي، جيل بينبذ الطائفيّة، وبيحبّذ التوافق.
قبل سنة 1975، تكرّرت الحروب بلبنان أكتر من مرّة، من سنة 1860 لهلّاء. لبنان عم يعيش مآسي حروب متكرّرة بشكل دائم، ليش؟ ما منعرف. بس منقول التركيبة السياسيّة الطائفيّة اللّي فيه هيي وصّلتُه لهالمرحلة. كل طايفة بتخاف من التانية: السنّي بيخاف من الشيعي، والشيعي بيخاف من المسيحي، والمسيحي بيخاف من التنين، والدرزي بيخاف من التلاتة… الحرب الأهلية كان إلها هدف، هدفا بلّش بعنوان وجود الفلسطيني بلبنان، هيدا الوجود أثّر بشكل على بعض الناس اللّي هني مثلًا من طوايف تانية، بس الموضوع بأصلُه هوّي عملية تفكيك الوطن العربي. الحرب الأهليّة كانت كتير وسخة، وصارت لأنُّه ما كان في اتفاق بين الطوايف اللبنانيّة. كل واحد بدُّه حصتُه متل ما عم يصير اليوم. وبس نوصل لمرحلة بناء وطن، ما فينا نعطي كل واحد عا ذوقُه، هيدي الطايفة مثلًا فيها مليون، هيديك فيها 500… كل واحد بتعطيه حسب قياسُه، هيدا الغلط اللّي صار عنّا بلبنان.
الجيل اللي لازم ينهض بهيدا البلد قد ما صار في مشاكل وقد ما صار في ضغوطات وقد ما صار في تهميش لبعض الناس. هيدا الجيل لازم ينقذ البلد لأنُّه وصلت الأمور لحدّ ما بقى في حدا يبقى أو ينطر لبعدين. البلد رايح عالانهيار، وغير جيل الشباب ما بينقذُه.
وإذا بدنا نطلع شوي من سيرة الحرب، ونفتح صفحة مضيئة بتاريخ لبنان ومنطقة بعلبك، لا بد إنُّه نذكر مهرجانات بعلبك، بدءًا من سنة 1922، ولا بدّ كمان ما نذكر الدور الحلو اللي لعبُه المرحوم محمد عباس ياغي بهالمجال. المهرجانات كان تخلّي مدينة بعلبك تعيّد أقل شي تلات أشهر من أوّل الصيف لأيلول. العالم تفرح تنبسط، السوّاح كانوا يجوا عا بعلبك، القهاوي براس العين والمطاعم عند العجمي، كلُّه كان يشتغل بشكل حلو، وما في هالفوضى الموجودة اليوم، كانت الفِرق العالميّة اللّي تجي لعنّا عا بعلبك، تاخد شهادة حُسن سلوك وشهادة عبقرية من المدينة المهجورة اليوم.
عطيت مثل بعلبك، كصورة بحب شوفها لكلّ لبنان، صورة ما بيرسمها إلّا جيل واعي متمكّن مؤمن بوحدة الحياة بين اللبنانيّين.