قصّة جان كيروز توثّقها التلميذة ماريا كيروز من ثانويّة جبران خليل جبران – بشرّي

الإنسان إبن بيئتُه، وكل حدا بيحكي عن الشي اللّي بيحبّه. الفلّاح بيحكي عن الزراعة والفواكه والشجر والخضرة. الإستاذ بيحكي عن أهمّية العِلم، والعسكري بيحكي عن ذكرياتُه بالجيش.

المواطن المقهور بيحكي ـــ بمناسبة مئويّة لبنان الكبير ــ بيحكي عن الظلم، عن الحرب، عن ربطة الخبز وغلاوة الروح.

وأنا، إنطلاقًا من عشقي للرياضة عمومًا، والتزلّج خصوصًا، رح إحكي عن اللي صار معي بهالمجال.

إسمي جان سليم كيروز، مواليد سنة1931. سنة 1957 رحت عالألعاب الأولمبية بإيطاليا، شفت محطّة لقيتا كتير حلوة. قلت بدّي إعمل متلا  بالأرز. سنة 1958 اجتمعت أنا وشباب رفقاتي: أنطوان سكّر وحسيب فخري، وقلتلُّن شفت مشروع تزلّج حلو كتير بأوروبا بالنمسا، وأنا مستعد جيبُه لهون ونعمل واحد بالأرز. بدنا نجرّب هلّاء هون نعمل اتّفاق بالتعاون مع بلدية بشرّي تنركّب التلسكي. وافقوا ورحنا عالنمسا، أنا بما إنّي نزلت بالسباقات ومثلّت لبنان بإيطاليا، طلعت الـ41 على 112 متسابق، لهالسبب حبّيت إنُه ببشرّي وبالأرز نقدر نعمل محطّة نجيب الناس عالسكي بالأرز، وهيدا كان سبب مشروعنا. ونحنا متل ما بيقولوا بقرش الأرملة عملنا الخطّ الأولاني.

الأب فيليب شبيعة ألّف نادي الأرز الرياضي، وكان النادي من عناصر بعدا جديدة. جيت كان في بترو رحمة قوي بالسكي، وجيت أنا ربحت بطولة لبنان، وضلّ النادي 17 سنة فريق قوي، ولهيدا السبب منطقة الأرز نجحت وصار في إقبال عليها كتير، والتزلّج صار بمستوى جيّد، وكل سنة سنتين كنّا نزيد خطّ تا رجعنا طلعنا عالمستوى العالي على علو 2500 متر، ركّبنا خطّ تاني (خطّ الـpique de dame) مشان السباقات الدوليّة، لأن صار يجي سبق دولي نعملُه على المنطقة العالية تا يكون المستوى جيّد. 

ومن أهمّ الصعوبات اللّي واجهتنا، وقت الحرب الأهليّة. بلّشت الأحداث المزعجة. 15 سنة كنّا ماشيين بطريقة كتير منيحة، ووصلنا للجبل فوق، وكانت المحطّة كتير قويّة وناجحة وصارت الناس تجي عالأرز بكثافة، ولمّا صارت الأحداث وقف هالشي كلُّه بلبنان، وصارت الأحداث ببشرّي وبيروت، ووقّفنا كل شي بين ستّة وسبع سنين جمود رياضي.

خلصت الحرب، ورجع الشغل بالبلد، وفتحنا المحطّة من جديد، وعملنا افتتاح كان كتير جيّد. عزمنا وزارة السياحة، طلعوا عالأرز وعملوا فيلم كتير حلو عن الأرز، ولهيدا السبب رجع انطلق الأرز من جديد، ورجعنا عملنا سباقات وكانت سباقات ناجحة.

صار عنّا فريق رياضي «نادي الأرز الرياضي» فريق كتير منيح. صار مستواه كتير عالمي، وكنّا كل سنة نودّي من أربعة لتمان أشخاص عالنمسا ليعملوا تدريبات خاصّة مع مدربين عالميّين. وهودي عملوا نتايج حلوة بالمستوى العالمي. ولأن لبنان شارك بعدّة مسابقات، كان لبنان يربح، وكمان وقت يجوا لعنّا وقت بطولة الأرز كان يجي كتير دول، كان فريق الأرز تبع بشري دايمًا يسجّل نتايج جيدة، وولا مرّة إلّا ما كان بالطليعة. ولهيدا السبب خلّا الجيل البشرّاني يتمرّن ويتابع التزلّج بشكل مهم.

نحنا تابعنا لأنّا منحبّ الرياضة. شخصيًّا أنا تابعت بالشركة كلّا. أنا اللّي تابعت وجبت المحطة من أوروبا لهون. من كم سنة سافرت ورجعت جدّدت وعملت شي لأنُه أنا بحب السكي، بحب التزلّج بحبّ الأرز، بحب إنُه هالمنطقة تضلّا عامرة لولاد الولاد، وولا يوم تسكّر.

لبنان هيدا حلم بقلب كل إنسان. لبنان بلد حلو، جمال طبيعة وشعب، المهم الشعب شوي يتضامن ويصير يحب بعضُه. وهيدا لبنان هيك بدنا ياه، يكون شتلة متل الأرز بين كلّ العالم، مش بغض وألم ومصريّات. المصريات ما بتعمل عالم. الاستقبال والضيافة والكرم والحبّ والعِشرة الجيدة هيّي اللّي بتخلق وطن مو الشدّ. لبنان شقفة من القلب مناخدا معنا عهيديك الدني.

أنا وصلت للتسعين، قضّيت عمري عم إشتغل للأرز تا يصير حلو، ما كان فكري لا بمصريّات ولا وبشي.

لبنان التاريخ الحيّ، والتاريخ الحيّ إلنا ولولادنا ولولاد ولادنا. لازم يبقى للأبد هيدا لبنان.

لبنان مش بس التراب والشجر، لبنان بشعبُه ومياهُه وبمعاملتُه مع العالم.